من : أنه عليه السلام لو كان هو المنصوص عليه بالإمامة لما ترك محاجة القوم ومخاصمتهم ، وإظهار النص عليه والتمسك به [1] . السنة عيال على المعتزلة : لكن أهل السنة - إذا أمعنت النظر وأنصفت - لا أساس لما يقولون به في مسألة الإمامة ، بل أن غاية ما يحاولونه توجيه ما فعله القوم ، وتبرير ما هو الواقع تاريخيا ، أما أن الحق ما هو ؟ وما الذي أراده الله ورسوله منهم ؟ كما أنهم يحاولون الرد على الأدلة العقلية والنصوص المتفق عليها . . لكنهم في هذه المرحلة عيال على متكلمي المعتزلة ، فإن مباحث الإمامة في ( المواقف ) و ( المقاصد ) - وهما أهم كتب القوم في الكلام - مأخوذة - في الأغلب - من الفخر الرازي ، وهو في أغلب بحوثه عيال على المعتزلة . فالشبهات التي طرحوها حول " العصمة " مأخوذة من كتاب ( المغني ) للقاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزلي المتوفى سنة 415 ، الذي رد عليه الشريف المرتضى المتوفى سنة 436 بكتاب ( الشافي ) [2] . وكذا إنكار ظهور المعجزة على يد الإمام وعلمه بالمغيبات [3] . وكذا حملهم نصوص إمامة أمير المؤمنين على زمن ما بعد عثمان [4] . وكذا دعوى التفتازاني أن النص الجلي على أمير المؤمنين مما وضعه هشام بن الحكم ونصره فلان وفلان [5] . وهكذا غيرها . . . كما لا يخفى على المتتبع .