نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 94
23 - مع الشعر والشعراء الشعر يجري في وجدان الشعوب مجرى الدم ، ومعه يجري ما يحتويه الشعر من معنى ومضمون ، وللشعراء في المجتمعات - وخاصة المجتمع العربي - وجود مؤثر لا يمكن إنكاره . واختلف الشعراء في أغراضهم وأهدافهم ، باختلاف طبائعهم ، وأصولهم ، وانتماءاتهم القبلية والطائفية ، وأهدافهم وأطماعهم الدينية والدنيوية ، وما إلى ذلك من وجهات نظر ، وغايات ، وآمال . والمال الذي يسيل له لعاب كثير من الناس ، يغري من الشعراء من امتهنوا الشعر ، وحملوه مؤونة حياتهم المادية ، قبل أن يكون بنفسه غرضا ، يحدوهم إلى نيل مكانة اجتماعية في الأدب واللغة ، أو خلود الذكر في الحضارة البشرية ، أو علو الكعب والشرف بين الأقران والأهل والعشيرة ، أو الخلد والثواب والأجر في الآخرة . أما المال عند أهل الشرف والكرامة والإنسانية والعزة النفسية ، من أصحاب الأهداف السامية الكبرى ، فهو وسيلة وليس هدفا . وكما أن الله تعالى ذكره استخدم المال لأغراض العبور على الجسور ، والوصول بها إلى الأهداف الربانية ، فجعل للمؤلفة قلوبهم حقا في أموال الله ! ، فكذلك الحسين عليه السلام ، اتباعا للقرآن ، وتطبيقا له فإنه كان يستخدم المال لهدف معنوي إلهي سام . فكان يعطي شعراء عصره ، ولما عوتب ، قال : [ 199 ] إن خير المال ما وقى العرض ( 1 )
مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ( 7 - 129 )
94
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 94