نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 89
انهيار الإسلام وقواعده ، على أيدي بني أمية وعمالهم ، وأنه بقيادته الحكيمة للإسلام في تلك الفترة ، وبتضحيته العظيمة في كربلاء ، كان الصد الأساسي من العودة إلى الجاهلية الأولى . فالحسين عليه السلام قد أحيى الإسلام بمواقفه قبل كربلاء ، وفي كربلاء ، واستمرت آثار حركته إلى الأبد ، وبذلك تحقق مصداق قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : حسين مني وأنا من حسين ، كما شرحناه في الفقرة [ 11 ] السابقة . أما عن صلابة الحسين عليه السلام ، وإقدامه في نصرة الحق خارج إطار كربلاء فقد مر بنا موقفه من عمر في الفصل [ 17 ] وسنقف على مواقفه من معاوية في الفصل [ 25 ] . وأما حديث كربلاء وبطولاتها ، وأشجانها فقد عقدنا له الباب الثالث التالي ، بفصوله المروعة . 21 - البركة والإعجاز من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المذكورة في سيرته ، أنه تفل في بئر قد جفت ، فكثر ماؤها وعذب وأمهى ، وأمرى ، وهذا المعجز من بركة نبي الرحمة للعالمين قليل من كثير ، وغيض من فيض . والحسين عليه السلام ابن ذلك النبي ، وبضعة منه ، وعصارة من وجوده ، والسائر على دربه ، والساعي في إحياء رسالته ، فهو يمثل في عصره جده الرسول جسديا ، ويمثل رسالته هديا ، فلا غرو أن يكون له مثل ما كان لجده من الإعجاز ، وهو سائر في طريقه إلى الشهادة والتضحية من أجل الإسلام ، ليفعل ما لم يفعله
89
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 89