نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 84
ومكارم الأخلاق ، والذي استنفد كل سهام مكره ودهائه في قمع هذا الدين ، واجتثاث أصوله وفروعه ، وقتل ذويه وأنصاره ، وإطفاء أنواره ، وتهديم مناره ، وتحريف شرائعه وإبطال أحكامه ، هذا المنافق الحسود الحقود ، لم يجد بدا من الاعتراف بعلم الحسين والإشادة بمنزلته ، فقد أخذ الحسين عليه السلام العلوم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث فتح عينه ، وتعلم ألف باء الحياة والإسلام معا ، ومعلمه الأمين هو جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واليوم ، حين آلت إلى الإمام الحسين عليه السلام مهمة تعليم الأمة وإرشادها ، اتخذ نفس المسجد مدرسة . وابن هند - ذلك الضليل - الذي لم يهدأ لحظة يجد في تحريف مسيرة الإسلام ، ويطمس تعاليمه السامية ، لا يمكنه أن يتغافل عن وجود تلك المدرسة ، لأنه باسمها يتسنم العرش ، ولا يمكنه أن يغض الطرف عن وجود معلم مثل أبي عبد الله الحسين ، الذي هو الامتداد الحقيقي لجده الرسول مؤسس المدرسة ، فقال معاوية لرجل من قريش : [ 189 ] إذا دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيت حلقة فيها قوم كأن على رؤوسهم الطير ، فتلك حلقة أبي عبد الله ، مؤتزرا على أنصاف ساقيه ، ليس فيها من الهزيلي شئ . والهزيلي فعل المشعوذ الذي يسحر أعين الناس ، لكن ليس في مجلس درس الحسين عليه السلام إلا حقائق المعرفة ، وعيون الحكمة ، والعلم الموروث ،
84
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 84