responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي    جلد : 1  صفحه : 59


[ 167 ] جاءت فاطمة ، ومعها الحسن والحسين ، إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، في المرض الذي قبض فيه .
فانكبت عليه فاطمة ، وألصقت صدرها بصدره ، وجعلت تبكي ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : مه ، يا فاطمة ، ونهاها عن البكاء .
فانطلقت إلى البيت ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يستعبر الدموع - : اللهم أهل بيتي ، وأنا مستودعهم كل مؤمن ، ثلاث مرات [1] .
فالمشهد رهيب :
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسجى ، ستفقده الأمة بعد أيام ، وتفقد معه : الرحمة للعالمين ، وأما أهل البيت عليهم السلام ، فسيفقدون - مع ذلك - الأب ، والجد ، والأخ ، تفقد الزهراء أباها ، ويفقد الحسنان جدهما ، ويفقد علي أخاه وانكباب فاطمة على أبيها ، يعني منتهى القرب ، إذ لا يفصل بينهما شئ سوى الصدر ، والصدر محل القلب ، والقلب مخزن الحب ، فالتصاق الصدرين بين الأب والبنت ، في مرض الموت ، ينبئ عن منظر رهيب ملئ بالحزن والعاطفة ، بما لا يمكن وصفه .
وليس هناك ما يعبر عن أحزان فاطمة عليها السلام ، إلا العبرة تجريها ، والرسول الذي يؤذيه ما يؤذي ابنته فاطمة ، لا يستطيع أن يشاهدها تبكي ،



[1] مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ( 7 / 124 ) .

59

نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست