نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 50
فلم يرد في البغض : من أبغضني فقد أبغضهما ؟ وقد يكون السبب في الملاحظة الثانية : أن فرض بغض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، في المجتمع الإسلامي ، أمر لا يمكن تصوره ولا افتراضه ، إذ هو يساوي الكفر بالرسالة ذاتها ، وبالمرسل والمرسل أيضا . لكن بغض آل الرسول ، فهو على فظاعته ، قد تحقق على أرض الواقع ، فقد كان في أمة الرسول بالذات من أبغض الحسنين ، ولعنهما على منابر الإسلام ، بل وجد في الأمة من شهر السيف في وجهيهما ، وقاتلهما . وهل قتل الحسين عليه السلام على يد أناس من غير أمة جده الرسول محمد ؟ ! ولماذا ؟ إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعلن بالنص المذكور - الذي هو من دلائل النبوة - أن بغضه ، وإن لم يفترضه المسلم مباشرة ، ولا يتمكن المنافق والكافر من إظهاره علانية ، إلا أنه يتحقق من خلال بغض الحسن والحسين ، لأن : من أبغضهما فقد أبغض النبي ، لما في بغضها من انتهاك المثل التي يحتذيانها ، ونبذ المكارم التي يحتويانها ، ورفض الشرائع التي يتبعانها ، وهي نفس المثل ، والمكارم ، والشرائع ، التي عند الرسول نفسه صلى الله عليه وآله وسلم فبغضهما ليس إلا بغضا له صلى الله عليه وآله وسلم ولرسالته . ولقد رتب النتائج الوخيمة على بغضهما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : [ 131 ] من أحبهما أحببته ، ومن أحببته أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم . ومن أبغضهما أو بغي عليهما ، أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم ، وله عذاب
50
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 50