نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 51
مقيم [1] . لكن الذين أسلموا رغما ، ولم يتشربوا بروح الإسلام ، وظلت نعرات الجاهلية عالقة بأذهانهم ، ومترسبة في قلوبهم ، جعلوا كل الذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من النصوص في حق أهل بيته الكرام ، واردا بدافع العاطفة البشرية ، نابعا عن هواه في أبناء ابنته معرضين عن قدسية كلام الرسول الذي حاطه بها الله ، فجعل كلامه وحيا ، وحديثه سنة وتشريعا ، وطاعته فرضا ، ومخالفته كفرا ونفاقا ، وجعل ما ينطق بعيدا عن الهوى ، بل هو وحي يوحى ، فأعرضوا عن هذه النصوص الآمرة بحب الحسنين ، والناهية والمتوعدة على بغضهما ، بأشد ما يكون ، ونبذوها وراءهم ظهريا ، فعدوا على آل الرسول ظلما ، وعسفا ، وتشريدا ، وسبا ، ولعنا ، وقتلا . وخلف من بعد ذلك السلف ، خلف أضاعوا الحق ، وأعرضوا عن أوامر النبي ونواهيه ، واتبعوا آثار سلف وجدوه على أمة ، وهم على آثارهم يهرعون . فبعد أن ضيع السلف على آل محمد فرصة الخلافة عن النبي ، وتولي حكم الأمة ، وقهروهم على الانعزال عن مواقع الإدارة ، وغصبوا منهم أريكة الإمامة ، وفرغوا أيديهم عن كل إمكانات العمل لصالح الأمة ، وأودعوا المناصب المهمة والحساسة في الدولة الإسلامية بأيدي العابثين من بني أمية والعباس . وبعد أن أضاع الخلف على آل محمد فرص إرشاد الأمة وهدايتها تشريعيا ، فلم يفسحوا لفقههم أن ينشر بين الأمة ، ومنعوهم من بيان الأحكام الإلهية ، وحرفوا وجهة الناس عنهم ، إلى غرباء دخلاء على هذا الدين وأصوله ،