نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 42
رسالته ، ورسالته هي حياته . ومن الواضح أن أي والد إنما يسعى في الحياة ليكون له ولد ، كي يخلفه ، ويحافظ على وجوده ليكون استمرارا له . فهو يدافع عنه حتى الموت ويحرص على سلامته وراحته ، لأنه يعتبره وجودا آخر لنفسه إذا كانت هذه رابطة الوالد والولد في الحياة المادية ، فإن الحسين عليه السلام قد سعى من أجل إحياء الرسالة المحمدية بأكبر من ذلك ، وأعطاها أكثر مما يعطي والد ولده ، بل قدم الحسين في سبيل الحفاظ على الرسالة كل ما يملك من غال ، حتى فلذات أكباده : أولاده الصغار والكبار ، وروى جذورها بدمه ودمائهم ، فقد قدم الحسين عليه السلام للرسالة أكثر مما يقدم الوالد لولده ، فهي إذن أعز من ولده ، فلا غرو أن تكون هي منه . وقد ثبت للجميع - بعد كربلاء - أن الرسالة التي كانت محمدية الوجود ، إنما صارت حسينية البقاء . فالرسالة المحمدية التي مثلت وجود الرسول ، كانت في العصر الذي كادت الأيدي الأموية الأثيمة أن تقضي على وجودها ، قد عادت من الحسين ولذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم : . . . وأنا من حسين . ولم تقف تصريحات الرسول في الحسين عند هذا الحد ، بل هناك نصوص أخر تكشف أبعادا عميقة في العلاقة بين الحسين وجده ، وتبتني على أسس ثابتة للاهتمام البالغ من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بسبطيه الحسن والحسين . فمما قال فيهما :
42
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 42