الشجرة وسبعون من أَهل بدر [1] ، اتّخذها علىّ بن أَبي طالب عليه السلام عاصمة للخلافة ، واعترف بفضلها وقيمتها العلمية كبار علماء الأَمصار من شيوخ السُّنة ، وفي ذلك قال علي بن المديني معرّفاً دور العراق في حمل الرواية ونصيبها : « دار حديث الثقات على ستة : رجلان بالبصرة ، ورجلان بالكوفة ، ورجلان بالحجاز » . [2] ومنه أَيضاً : « لو تركت أَهل البصرة لحال القدر ، وتركت أَهل الكوفة لذلك الرأي - يعني التشيع - خربت » . [3] وقال ابن تيمية بعد ذكر القدح في أَهل الكوفة : « ومع هذا ، فإنَّه كان في الكوفة وغيرها من الثقات الأَكابر كثير » . [4] وقال ضياء العمري : « إِنَّ ظهور مرويات العراقيين في كتب الصحاح يدل على نجاح علماء العراق في تنقية السنّة ، وتمييز الصحيح من الموضوع ، ومعرفة الرجال الثقات من المتهمين » . [5] وعلى ذلك لم يكن علماء العراق بمعزل عن مدرسة المدينة وعلماء الحجاز ، إِلاّ أَنّهم يستعملون الرأي ، ويقدّمون القياس على الأَخبار ، ولذلك قال الأَوزاعي : « إِنَّنا لا ننقم على أَبي حنيفة أَنّه رأَى ، كلنا يرى ، لكننا ننقم عليه أَنّه يجيئه الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فيخالفه إِلى غيره » . [6] وقالوا : « إِنَّه وضع ستين أَلف مسألة » ، وقيل : « ثلاثمائة أَلف مسألة » . [7] « وقدم القياس على الحديث في مواطن التعارض بين الأَخبار » ، وقد قيل ذلك
[1] الطبقات الكبرى 6 : 9 ، نصيحة أَهل الحديث للخطيب 44 . [2] تاريخ الإِسلام للذهبي ، وفيات 121 - 140 ص 239 . [3] الكفاية للخطيب : 129 . [4] المنتقى من منهاج الإِعتدال : 88 . [5] بحوث في تاريخ السنة للعمري : 30 6 - تأويل مختلف الحديث : 62 . [7] الفكر السامي 2 : 127 .