من المكثرين ، وقد تبلغ رواياته في البخاري فقط إِلى المائتين ، وهو الذي حين قدم عبد الله بن عمر مكة فسألوه ، فقال : أتجمعون لي يا أَهل مكة المسائل وفيكم ابن أَبي رباح [1] . وهذا الذي ذكرنا يقع في كثير ممن يطعن على الحديث ويدافع عنه ، كما ان المدافع للحديث يقول : « كثير من علماء المذاهب ، يصدُّون الناس عن العمل بالحديث النبوي ، ولذا ذكر شيخ الإِسلام عبد الرَّحمن أَبو شامة ، وقد حرَّم الفقهاء في زماننا النظر في كتب الحديث والآثار والبحث عن فقهها ومعانيها ، ومطالعة الكتب النفيسة » [2] الأَحناف عندما نشأ الخلاف في حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اتّخذت طائفةٌ طريق الرأي والاجتهاد ، وقلَّ اهتمامهم بالحديث خشية الكذب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لِما ورد في الصحيح : « مَنْ كَذَّبَ عَلَيَّ متعمّداً فَليتبَوَّأَ مقعده من النَّار » . قال محمد أَبو زهرة ، الذي لُقّب بمجنون أَبي حنيفة ، في كتابه « أَبو حنيفة وحياته » : « أَهل الرأي أَكثروا من الإِفتاء بالرأي خشية أَن يَقَعوُا في الكذب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . [3] وكان إِمام أَهل الرأي في بغداد النعمان بن ثابت المشهور بكنيته « أَبي حنيفة » ، لمّا رأَى شيوع الوضع والكذب في حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ترك العمل بالحديث واتخذ
[1] الطبقات الكبرى 5 : 467 ، الجرح والتعديل 6 : 330 رقم 1839 ، حلية الأَولياء 3 : 310 رقم 244 ، صفة الصفوة 2 : 211 رقم 209 ، تهذيب الأَسماء واللغات 1 : 333 رقم 409 ، سير اعلام النبلاء 5 : 78 رقم 29 ، تهذيب التهذيب 7 : 199 رقم 384 ، تاريخ الاسلام حوادث 81 - 100 ص 420 رقم 495 . [2] تاريخ أَهل الحديث للدهلوي المدني : 60 . [3] أَبو حنيفة وحياته : 111 .