responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البخاري وفقه أهل العراق نویسنده : الشيخ حسين غيب غلامي الهرساوي    جلد : 1  صفحه : 33


وتلك الفرق التي كثرت الأَبحاث حولها : المعتزلة والجهمية وتاريخهما ، لأن أفكارهما تقع على طرفي نقيض بالنسبة إِلى الفرق الأَخرى ، المعتزلة ، وإِن ينضوي تحت اسمها كثير من الفرق مثل : الغيلانية ، والعمرية ، والواصلية ، والهذيلية ، والنظَّامية ، والثمامية ، و و . . . [1] إِلاّ أَنَّهم لا يستندون في مناظراتهم إِلى الأَخبار والآثار ، بل إِنّهم في كثير من المباحث يستدلّون بالآراء ، وبإقامة المناظرات ، ويؤثرون بذلك في النقاش على الخصم .
إِنَّما المهم في البحث هو الشكل السياسي الخفيّ ، والمستتر وراء هذه الحركات ، فعندما تشعب الناس وتفرّقوا ظهرت القدرية ومن بعدهم المعتزلة في آخر زمن الصحابة - على أَحد الأَقوال - بالبصرة عند ما درَّس فيها الحسن البصري المتوفى 110 ه‌ .
ويعدّ واصل بن عطاء المتوفى 131 ه‌ المعلم الأَول للمعتزلة ، وكان هو وعمرو بن عبيد من تلامذة الحسن البصري ، فلمَّا اعتزلا حلقته سمّوا : معتزلة .
وذهب البعض إِلى أَنَّ المعتزلة في الأَصل كانوا امتداداً للمعتزلة السياسيين الذين اعتزلوا الحرب بين علي بن أَبي طالب ( عليه السلام ) ومعاوية في حزب الشام ، وقد اعتمد في ذلك على رواية المسعودي في « المروج » ، وأَبي الفداء في « تاريخه » ، والدينوري في « الأَخبار الطوال » ، والطبري في « تاريخه » ، النوبختي أَيضاً يقول برواية مماثلة في اعتزال هؤلاء السياسيين [2] .
وأَمَّا المعتزلة أَنفسهم فإنَّهم يرون التسمية بهذا الاسم قد انطلقت من فم أَحدهم ، وهو قتادة بن دعامة السدوسي ، ففي ذلك يقول القاضي عبد الجبار : « إِنّ السبب في التسمية بهذا الاسم هو اعتزال عمرو بن عبيد لحلقة الحسن البصري ، لوحشة لَحقتْهُ



[1] إِعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي : 38 - 48 ، طبقات المعتزلة للهمذاني عبد الجبار : 48 ، الملل والنحل للشهرستاني 1 : 53 .
[2] طبقات المعتزلة : 16 ، الصلة بين الزيدية والمعتزلة : 50 .

33

نام کتاب : الإمام البخاري وفقه أهل العراق نویسنده : الشيخ حسين غيب غلامي الهرساوي    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست