responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 671


الحدوث دون البقاء ، يشبه القول بأن بعض أبعاد الجسم بحاجة إلى العلة دون الأبعاد الأخرى . فإن لكل جسم بعدين ، بعدا مكانيا وبعدا زمانيا ، فامتداد الجسم في أبعاده الثلاثة ، يشكل بعده المكاني . كما أن بقاءه في عمود الزمان يشكل بعده الزماني . فالجسم باعتبار أبعاضه ، ذو أبعاد مكانية ، وباعتبار استمرار وجوده مدى الساعات والأيام ذو أبعاد زمانية . فكما أن حاجة الجسم إلى العلة لا تختص ببعض أجزائه وأبعاضه بل الجسم في كل بعد من الأبعاد المكانية محتاج إلى العلة ، فكذا هو محتاج إليها في جميع أبعاده الزمانية ، حدوثا وبقاء من غير فرق بين آن الحدوث وآن البقاء والآنات المتتالية . فالتفريق بين الحدوث والبقاء يشبه القول باستغناء الجسم في بعض أبعاضه عن العلة . فالبعد الزماني والمكاني وجهان لعملة واحدة ، وبعدان لشئ واحد فلا يمكن التفكيك بينهما .
وتظهر حقيقة هذا الوجه إذا وقفنا على أن العالم في ظل الحركة الجوهرية ، في تبدل مستمر ، وتغيير دائم نافذين في جوهر الأشياء وطبيعة العالم المادي ، فذوات الأشياء في تجدد دائم واندثار متواصل . والعالم حسب هذه النظرية أشبه بنهر جار تنعكس فيه صورة القمر ، فالناظر الساذج يتصور أن هناك صورة منعكسة على الماء وهي باقية ثابتة والناظر الدقيق على أن الصور تتبدل حسب جريان الماء وسيلانه ، فهناك صور مستمرة .
وعلى ضوء هذه النظرية : العالم المادي أشبه بعين نابعة من دون توقف حتى لحظة واحدة . فإذا كان هذا حال العالم المادي ، فكيف يصح لعاقل أن يقول إن العالم ومنه الإنسان إنما يحتاج إلى العلة في حدوثه دون بقائه ، مع أنه ليس هنا أي بقاء وثبات بل العالم في حدوث بعد حدوث وزوال بعد زوال ، على وجه الاتصال والاستمرار بحيث يحسبه الساذج بقاء ، وهو في حال الزوال والتبدل والسيلان : * ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) * [1] .



[1] سورة النحل : الآية 88 . البحث عن الحركة الجوهرية طويل الذيل وقد أشبع الأستاذ الكلام

671

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 671
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست