السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ) * [1] . يلاحظ عليه : إن الآيات الدالة على حصر الخالقية بالله سبحانه كثيرة في القرآن الكريم [2] . لكن المهم هو الوقوف على ما تهدف إليه الآيات فإن لهذا القسم منها احتمالين لا يتعين أي منهما إلا باعتضاده بالآيات الأخر ، ودونك الاحتمالين : أ حصر الخلق والإيجاد على وجه الاطلاق بالله سبحانه ونفيه عن غيره بتاتا على وجه الاستقلال والتبعية وهذا ما تتبناه الأشاعرة . ويرده ما مضى من الآيات الكثيرة الدالة على أن للعلل الطبيعية دورا في عالم الوجود بإذن الله سبحانه [3] . ب إن الخالقية المستقلة النابعة من الذات غير المعتمدة على شئ منحصرة بالله سبحانه ، ولكن غيره يقوم بأمر الخلق والإيجاد بمشيئته وإرادته ، والكل جنود لله سبحانه . ويدل على هذه النظرية الآيات التي تثبت للموجودات تأثيرا وللإنسان دورا في أفعاله . ونزيد هنا بيانا مضافا إلى ما مر في التوحيد في الخالقية : إن الآيات الواردة حول أفعال الإنسان على قسمين ، قسم يعد الإنسان عاملا فاعلا لأفعاله ، وقسم ينسب قسما من الأفعال إلى الإنسان . فمن القسم الأول قوله سبحانه : * ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) * [4] . وقوله سبحانه : * ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) * [5] . وقوله سبحانه : * ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف
[1] سورة فاطر : الآية 3 . [2] لاحظ الأنعام / 101 102 . والحشر / 24 . والأعراف / 54 . [3] لاحظ بحث التوحيد في الخالقية المتقدم . [4] سورة التوبة : الآية 105 . [5] سورة محمد : الآية 33 .