responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 577


فأجاب الحسين - متأثرا بالعقيدة اليهودية - بقوله : " * ( كل يوم هو في شأن ) * فإنها شؤون يبديها لا شؤون يبتدؤها " [1] .
وهذه العبارة من المسؤول تكشف عن تسرب عقيدة إلى تلك الأوساط . وهو باطل بنفس الآية لأن معناها أنه يحدث الأشياء ويبتدئ بها لا إنه يبديها بعد ما ابتدأها في الأزل . ويظهر ذلك جليا بالمراجعة إلى الأحاديث التي نقلناها عن الصحاح حول القدر ، فإن مضامينها تطابق هذه النظرية ، وتعرب عن أن القدر في نظر هؤلاء عامل حاكم على كل شئ .
* * * حقيقة البداء في ضوء الكتاب والسنة إذا عرفت هذه الأمور ، تقف على أن المراد من البداء عند الشيعة الإمامية ليس إلا تغيير المصير والمقدر في الأعمال الصالحة والطالحة .
فليس الإنسان في مقابل التقدير مسيرا بل هو - مخير في أن يغير التقدير بصالح أعماله أو بطالحها ، حتى أن هذا ( تمكن الإنسان من تغيير المصير بالعمل ) أيضا جزء من تقديره سبحانه .
فبما أنه سبحانه * ( كل يوم هو في شأن ) * . وبما أن مشيئته حاكمة على التقدير ، وبما أن العبد مختار لا مسير ، فله أن يغير مصيره ومقدره بحسن فعله ويخرج نفسه من عداد الأشقياء ويدخلها في عداد السعداء ، كما أن له عكس ذلك .
وبما أن الله * ( لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) * [3] . فالله سبحانه يغير قدر العبد بتغيير من العبد بحسن عمله أو سوئه . ولا يعد تغيير



[1] الكشاف ج 3 ص 189 . تفسير سورة الرحمن . ( 2 ) سورة الرحمن : الآية 29 .
[3] سورة الرعد : الآية 11 .

577

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 577
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست