responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 578


التقدير الإلهي بحسن الفعل أو سوئه معارضا لتقديره الأول سبحانه ، بل هو أيضا جزء من قدره وسنته . فإن الله سبحانه إذا قدر لعبده شيئا وقضى له بأمر ، لم يقدره ولم يقضي عليه على وجه القطع والحتم ، بحيث لا يتغير ولا يتبدل ، بل قضائه وقدره على وجه خاص ، وهو أن القضاء والقدر يجريان على العبد ما لم يغير حاله بحسن فعل أو سوئه ، فإذا غير حاله تغير قدر الله في حقه وحل مكان ذلك القدر قدر آخر ، ومكان ذلك القضاء قضاء آخر .
والجميع ( من القدر السابق والقدر اللاحق ) قضاء الله وقدره ، وهذا هو البداء الذي تتبناه الإمامية من مبدأ تاريخهم إلى هذا الوقت . ولأجل إيقاف الباحث على صدق هذا المقال نأتي ببعض النصوص لأقطابهم القدماء حتى يعرف أن ما نسب إليهم من معنى البداء أمر لا حقيقة له .
قال الشيخ الصدوق ( ت 306 ف 381 ) في باب الاعتقاد بالبداء :
" إن اليهود قالوا : إن الله تبارك وتعالى قد فرغ من الأمر ، قلنا : بل هو تعالى * ( كل يوم هو في شأن ) * [1] لا يشغله شأن عن شأن . يحيي ويميت ويميت ويخلق ويرزق ويفعل ما يشاء . وقلنا : * ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) * ( 2 ) " ( 3 ) .
وقال الشيخ المفيد ( ت 336 - ف 414 ) في ( شرح عقائد الصدوق ) : " قد يكون الشئ مكتوبا بشرط فيتغير الحال فيه ، قال الله تعالى : * ( ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ) * ( 4 ) . فتبين أن الآجال على ضربين ، وضرب منها مشترط يصح فيه الزيادة والنقصان . ألا ترى قوله تعالى : * ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ) * ( 5 ) .



[1] سورة الرحمن : الآية 29 . ( 1 ) سورة الرعد : الآية 39 . ( 3 ) عقائد الصدوق ، المطبوع في ذيل شرح الباب الحادي عشر ، ص 73 . ( 4 ) سورة الأنعام : الآية 2 . ( 5 ) سورة فاطر : الآية 11 .

578

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 578
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست