responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 264


بالأغراض والغايات والدواعي والمصالح ، إنما يعني بها الثاني دون الأول ، والغرض بالمعنى الأول ينافي كونه غنيا بالذات وغنيا في الصفات وغنيا في الأفعال ، والغرض بالمعنى الثاني يوجب خروج فعله عن كونه عبثا ولغوا ، وكونه سبحانه عابثا ولاغيا فالجمع بين كونه غنيا غير محتاج إلى شئ ، وكونه حكيما منزها عن البعث واللغو بالقول باشتمال أفعاله على مصالح وحكم ترجع إلى العباد والنظام لا إلى وجوده وذاته كما لا يخفى .
تفسير العلة الغائية العلة الغائية التي هي إحدى أجزاء العلة التامة ، يراد منها في مصطلح الحكماء ، ما تخرج الفاعل من القوة إلى الفعل ، ومن الإمكان إلى الوجوب ، ويكون متقدمة صورة وذهنا ومؤخرة وجودا وتحققا ، فهي السبب لخروج الفاعل عن كونه فاعلا بالقوة إلى كونه فاعلا بالفعل ، مثلا النجار لا يقوم بصنع الكرسي إلا لغاية مطلوبة مترتبة عليه ولولا تصور تلك الغاية لما خرج عن كونه فاعلا بالقوة ، إلى ساحة كونه فاعلا بالفعل . وعلى هذا فللعلة الغائية دور في تحقق المعلول وخروجه من الإمكان إلى الفعلية ، لأجل تحريك الفاعل نحو الفعل ، وسوقه إلى العمل .
ولا نتصور العلة الغائية بهذا المعنى في ساحته - لغناه المطلق في مقام الذات والوصف والفعل ، فكما أنه تام في مقام الوجود تام في مقام الفعل ، فلا يحتاج في الايجاد إلى شئ وراء ذاته وإلا فلو كانت فاعلية الحق ، كفاعلية الإنسان فلا يقوم بالإيجاد والخلق ، إلا لأجل الغاية المترتبة عليه لكان ناقصا في مقام الفاعلية مستكملا بشئ وراء ذاته وهو لا يجتمع مع غناه المطلق . .
هذا ما ذكره الحكماء وهو حق لا غبار عليه وقد استغلته الأشاعرة في غير موضعه واتخذوه حجة لتوصيف فعله عاريا عن أية غاية وغرض ، وجعلوا فعله كفعل العابثين واللاعبين ، يفعل ( العياذ بالله ) بلا غاية ، ويعمل بلا غرض ولكن الاحتجاج بما ذكره الحكماء لإثبات ما قالته واضح البطلان لأن

264

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست