responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 649


لا يتصف هو ولا فعله بالجبر . فالاستنتاج نبع من المغالطة بين الفاعل الموجب والفاعل الموجب ، وهو أحد أقسام المغالطة [1] .
الدليل الثاني الإرادة ليست اختيارية هذا الدليل الذي لجأ إليه الجبريون من الحكماء ، هو المزلقة الكبرى ، والداهية العظمى في المقام ولقد زلت في نقده وتحليله أقدام الكثير من الباحثين ، ولا عتب علينا لو أسهبنا البحث فيه ، فنقول :
قال المستدل : إن كل فعل اختياري بالإرادة ، ولكنها ليست أمرا اختياريا وإلا لزم أن تكون مسبوقة بإرادة أخرى ، وينقل الكلام إليها ، فإما أن تقف السلسلة فيلزم الجبر في الإرادة النهائية وإما أن لا تقف فيلزم التسلسل .
وبعبارة ثانية : إن الفعل الاختياري ما كان مسبوقا بالإرادة ، وأما نفسها ، فلا تكون كذلك ، لأنا ننقل الكلام إلى الثانية منها فهل هي كذلك أو لا ؟ وعلى الثاني يثبت كونها غير اختيارية لعدم سبق إرادة عليها ، وعدم نشوئها من إرادة أخرى . وعلى الأول ينقل الكلام إليها مثل الأولى فإما أن يتوقف في إرادة غير مسبوقة ، أو يتسلسل . والثاني محال . فيثبت الأول .
وقد نقل صدر المتألهين هذا الإشكال عن المعلم الثاني الفارابي حيث قال في نصوصه : " إن ظن ظان أنه يفعل ما يريد ويختار ما يشاء ، استكشف عن اختياره هل هو حادث فيه بعدما لم يكن أو غير حادث ؟ فإن كان غير حادث فيه لزم أن يعجبه ذلك الاختيار منذ أول وجوده ، ولزم أن يكون مطبوعا على ذلك الاختيار لا ينفك عنه ، وإن كان حادثا ولكل حادث محدث



[1] إن للمغالطة أقساما كثيرة ربما تناهز الثلاثة عشر قسما ، ومنها هذا القسم الوارد في هذا البحث . لاحظ قسم المغالطة في شرح المنظومة للحكيم السبزواري ( ص 105 قسم المنطق ) حيث يقول : أنواعها ثلاثة عشر كما * قد ضبطوها من كلام القدما

649

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 649
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست