responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 650


فيكون اختياره عن سبب اقتضاه ومحدث أحدثه فإما أن يكون هو أو غيره ، فإن كان هو نفسه ، فإما أن يكون إيجاده للاختيار بالاختيار ، وهذا يتسلسل إلى غير النهاية ، أو يكون وجودا لاختيار فيه لا بالاختيار فيكون مجبورا على ذلك الاختيار من غيره ، وينتهي إلى الأسباب الخارجة عن التي ليست باختياره " [1] .
وأنت ترى أن هذا البرهان لو صح لكان المادي والإلهي متساويين بالنسبة إليه . وحاصل هذا البرهان أن الإرادة تعرض للنفس في ظل عوامل داخلية وخارجية فيكون اجتماع تلك العوامل موجبا لظهورها على لوح النفس . ولأجل ذلك تتصف الإرادة بالجبر لكون وجودها معلولا لتلك العوامل النفسانية وغيرها . فالفعل الاختياري ينتهي إلى الإرادة وهي تنتهي إلى مقدماتها من التصور والتصديق والميل النفساني المنتهية إلى أشياء خارجة عن ذات المريد ، نعم الإلهي يرجع هذه المقدمات النفسانية أو الخارجية ، بعد سلسلة الأسباب والمسببات إلى الله سبحانه ، والمادي يرجعها إلى العوامل الموجودة في عالم المادة ولذلك ذكرنا هذا البرهان في فصل الجبر الفلسفي لا في الأشعري الذي ينسب الأشياء إلى الله سبحانه مباشرة ، ولا في فصل الجبر المادي الذي لا يرى علة للجبر إلا العوامل المادية ، بل ذكرناه في هذا الفصل الذي يمكن أن يكون مختارا للإلهي كما يمكن أن يكون مختارا للمادي .
أقول : إن هذا الإشكال هو من أهم الإشكالات في هذا الباب ، وربما نرى أن بعض الماديين لجأوا إلى تنمية هذا الإشكال بشكل يناسب أبحاثهم ، ويصرون على أن الإرادة في الإنسان تحصل باجتماع معدات وشرائط ومقدمات وبواعث يكون الإنسان مقهورا في إرادته ، وإن كان يتصور



[1] الأسفار ، ج 6 ، ص 390 . ويظهر هذا الإشكال من الشيخ الرئيس في الفن الثالث من طبيعيات الشفاء وفي أول العاشرة من إلهيات الشفاء . وقد نقل صدر المتألهين نصوصه من المصدر نفسه ، فلاحظ .

650

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 650
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست