responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 648


وبعبارة ثانية : إذا كان هناك ما يقتضي وجوده ، فإما أن يقتضي وجوبه أيضا أولا ، فعلى الأول فقد وجب وجوده ، وتثبت القاعدة ، وعلى الثاني يعود السؤال بأنه إذا كان تطرق العدم أمرا ممكنا جائزا ، فلماذا اتصف بالوجود دون العدم مع انفتاح طريق كل منهما ، إذ المفروض أن العلة ما اقتضت وجوبه ولم تسد باب العدم على وجه القطع والبت ، بل كان باب كل مفتوحا على الشئ وإن ترجح جانب الوجود ، ولكنه لم يمتنع بعد الجانب الآخر ، والأولوية العارضة لجانب الوجود غير كافية إذ المفروض أن طريق العدم معها بعد مفتوح ، ومع ذلك اتصف بالوجود ولم يتصف بالعدم .
وعندئذ ، ينطرح السؤال التالي :
لماذا تحقق هذا ولم يتحقق ذاك ؟ ولأجل ذلك ذهب الحكماء إلى أن وجود الشئ رهن سد باب العدم على وجه القطع والبت واتصافه بالوجود على وجه الوجوب حتى ينقطع السؤال بأنه لم اتصف بهذا دون ذاك .
هذا برهان القاعدة ، ورتب عليها القول بالجبر ، لأن فعل العبد لا يصدر منه إلا بالوجوب ، والوجوب ينافي الاختيار .
يلاحظ عليه : إن القاعدة قاعدة متقنة لا غبار عليها غير أن استنتاج الجبر من القاعدة أمر عجيب ، لأنها لا تعطي أزيد من أن المعلول إنما يتحقق بالإيجاب والإلزام ، وأما كون الفاعل ، فاعلا موجبا ( بالفتح ) ومجبورا فلا يستفاد منها .
توضيح ذلك : إن الفاعل لو كان فاعلا طبيعيا غير شاعر ولا مختار ، أو شاعرا غير مختار ، يصدر الفعل منه بالوجوب مع امتناع العدم ويكون الفعل واجبا والفاعل موجبا ( بالفتح ) . وأما إذا كان الفاعل مدركا ومختارا ، فصدور الفعل منه يتوقف على اتصاف فعله بالوجوب ، والعامل الذي يضفي هذا الوصف على المعلول هو نفس الفاعل ، فهو باختياره وحريته يوصل الفعل إلى حد يكون صدوره عنه على نحو الوجوب واللزوم . فعندئذ يكون الفاعل المدرك المختار فاعلا موجبا أي معطيا الوجوب لفعله ومن هو كذلك

648

نام کتاب : الإلهيات نویسنده : شيخ حسن محمد مكي العاملي    جلد : 1  صفحه : 648
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست