نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 57
وصار سببا لقتل عمار بن ياسر ، وقتل سبعين ألف أو أزيد من المسلمين ، ولما أحس باقتراب غلبة الحق وظهوره على الباطل ، أوحى شيطانه إليه بمكيدة أخرى ، وألقى في روعه أن يأمر برفع المصاحف على الرماح والقنى . فوصل إلى ما أحب ، وأدرك ما أراد ، من وقوع الاختلاف في جند علي والتشتت لكلمتهم ، والتفرق من جماعتهم والخلل في إطاعتهم ( وقد كان من قبل ذلك خادع بعض المنافقين والمستضعفين من رؤساء جند علي وأطمعهم ببذل المال ووعد الجاه ) . ولم يطل الزمان بعد ذلك حتى قتل علي 1 وبويع الحسن ، ابنه ، فرأى معاوية أنه لا يمكن له أن يتهم الحسن بقتل عثمان ، كما صنع بالنسبة إلى أبيه ، ولا أن يطالب عنه قتلة عثمان ، الذين لعله لم يكن أحد من المتهمين به في قيد الحياة ، فلا بد وأن يدخل من باب آخر للفوز بما يتمناه ، فتوسل بمكائد سوأى وتعمل دسائس أخرى حتى اضطر الحسن إلى إلقاء حبل الخلافة على غاربها ، وقبول الصلح من غاصبها . - 28 - وحينئذ ، آل الأمر إلى ما آل ، ونال معاوية بما لم يكد يتصور أن ينال ، واتسم لقب خال المؤمنين ، واغتصب عنوان خليفة المسلمين ، فعليه أن يسعى لتشديد مباني سلطنته ، ويجتهد في تحكيم قواعد حكومته ، باسم الإسلام ، وتحت عنوان خلافته ، فماذا عليه أن يفعل ؟
1 - ويعجبني أن أورد هنا ما أفاد المسيحي اللبناني ، جبران خليل في حق علي حيث قال : " مات علي بن أبي طالب شهيد عظمته ، مات والصلاة بين شفتيه ، مات وفي قبله - الوثوق إلى ربه ولم يعرف العرب حقيقة مقامه ومقداره حتى قام من جيرانهم الفرس ، أناس يدركون الفارق بين الجواهر والحصى ، مات شأن جميع الأنبياء الباصرين - الذين يأتون إلى بلد ليس بوقتهم وفي زمن ليس بزمنهم ، ولكن لربك شأنا في ذلك وهو أعلم " .
57
نام کتاب : الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي نویسنده : محمود الشهابي الخراساني جلد : 1 صفحه : 57