السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون . ألا هلم فاسمع وما عشت أراك الدهر العجب [1] ، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث ! إلى أي سناد استندوا ، وبأي عروة تمسكوا ، استبدلوا الذنابى والله بالقوادم [2] ، والعجز بالكاهل [3] ، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون [4] ، * ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) * [5] . أما لعمر إلهك [6] لقد لقحت [7] فنظرة ريث ما
[1] في رواية ابن أبي الحديد : " ألا هلمن فاسمعن ، وما عشتن أراكن الدهر عجبا ، إلى أي لجأوا واستندوا ، وبأي عروة تمسكوا ؟ لبئس المولى ولبئس العشير ولبئس للظالمين بدلا " . قال الجوهري : " هلم يا رجل ، بفتح الميم : بمعنى تعال ، يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث ، في لغة أهل الحجاز ، وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين : هلما ، وللجمع هلموا ، وللمرأة : هلمي ، وللنساء هلمن ، والأول أفصح ، وإذا أدخلت عليه النون الثقيلة قلت : هلمن يا رجل ، وللمرأة هلمن بكسر الميم ، وفي التثنية هلمان للمؤنث والمذكر جميعا ، وهلمن يا رجال بضم الميم ، وهلممنان يا نسوة " انتهى ، وعلى الروايات الأخر الخطاب عام . وما عشتن : أي أراكن الدهر شيئا عجيبا لا يذهب عجبه وغرابته مدة حياتكن ، أو يتجدد لكن كل يوم أمر عجيب متفرع على هذا الحادث الغريب . [2] الذنابي : بالضم : ذنب الطائر ، ومنبت الذنب ، والذنابي ، في الطائر أكثر استعمالا من الذنب ، وفي الفرس والبعير ونحوهما الذنب أكثر ، وفي جناح الطائر أربع ذنابي بعد الخوافي ، وفي الفرس والبعير ونحوهما الذنب أكثر ، وفي جناح الطائر أربع ذنابي بعد الخوافي وهي ما دون الريشات العشر من مقدم الجناح التي تسمى قوادم ، والذنابي من الناس : السفلة والأتباع . [3] العجز كالعضد : مؤخر الشئ ، يؤنث ويذكر ، وهو للرجل والمرأة جميعا ، والكاهل : الحارك ، وهو ما بين الكتفين ، وكاهل القوم : عمدتهم في المهمات وعدتهم للشدائد والملمات . [4] رغما ، مثلثة : مصدر رغم أنفه أي لصق بالرغام ، بالفتح ، وهو التراب ، ورغم الأنف يستعمل في الدل والعجز عن الانتصار ، والانقياد على كره . والمعاطس جمع معطس بالكسر والفتح وهو الأنف ، وقال الجوهري : " شعرت بالشئ أشعر به شعرا أي فطنت له ومنه قولهم : ليت شعري ، أي ليتني علمت " . واللجأ محركة : الملاذ والمعقل كالملجأ ، ولجأت إلى فلان إذا استندت إليه واعتضدت به . والسند : ما يستند إليه . [5] يونس : 35 . [6] في بعض نسخ ابن أبي الحديد : " أما لعمر الله " وفي بعضها : " أما لعمر إلهكن " ، والعمر بالفتح والضم بمعنى : العيش الطويل ، ولا يستعمل في القسم إلا العمر بالفتح ، ورفعه بالابتداء ، أي لعمر الله قسمي ، ومعنى عمر الله بقاؤه ودوامه . [7] لقحت كعلمت : أي حملت ، والفاعل فعلتهم ، أو فعالهم ، أو الفتنة ، أو الأزمنة .