الأفئدة . فبعين الله ما تفعلون [1] " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب [2] ينقلبون [3] " ، وأنا ابنة نذير لكم [4] بين يدي عذاب شديد ، " فاعملوا [5] إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون [6] " . فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان ، فقال : يا ابنة رسول الله ، لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما ، رؤوفا رحيما ، وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما ، فإن عزوناه وجدناه أباك دون النساء ، وأخا لبعلك دون الأخلاء ، آثره على كل حميم ، وساعده في كل أمر جسيم ، لا يحبكم إلا كل سعيد ، ولا يبغضكم إلا كل شقي ، فأنتم عترة رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبون ، والخيرة المنتجبون ، على الخير أدلتنا ، وإلى الجنة مسالكنا ، وأنت - يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء - صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك ، غير مردودة عن حقك ، ولا مصدودة عن صدقك ، ووالله ، ما عدوت رأي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا ، وإنما نورث الكتب والحكمة ، والعلم والنبوة ، وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه " . وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقابل به المسلمون ، ويجاهدون الكفار ، ويجالدون المردة [7] ثم الفجار . وذلك بإجماع من المسلمين لم أتفرد به وحدي ، ولم
[1] أي متلبس بعلم الله أعمالكم ويطلع عليها كما يعلم أحدكم ما يراه ويبصره . وقيل في قوله تعالى : " تجري بأعيننا " أن المعنى تجري بأعين أولياؤنا من الملائكة والحفظة . [2] المنقلب : المرجع والمنصرف . " أي " منصوب على أنه صفة مصدر محذوف والعامل فيه " ينقلبون " لأن ما قبل الاستفهام لا يعمل فيه وإنما يعمل فيه ما بعده والتقدير : " سيعلم الذين ظلموا ينقلبون انقلابا أي انقلاب " . [3] الشعراء : آية 227 . [4] أي أنا ابنة من أنذركم بعذاب الله على ظلمكم ، فقد تمت الحجة عليكم . [5] الأمر في " اعملوا " و " انتظروا " للتهديد . وأما قول الملعون : " الرائد لا يكذب أهله " * فهو مثل استشهد به في صدق الخبر الذي افتراه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم . الرايد : من يتقدم القوم يبصر لهم الكلاء ومساقط الغيث ، جعل نفسه لاحتماله الخلافة التي هي الرياسة العامة بمنزلة الرائد للأمة الذي يجب عليه أن ينصحهم ويخبرهم بالصدق . * هذه الفقرة غير موجودة في الخطبة . [6] اقتباس من سورة هود : آية 121 ، و 122 . [7] المجالدة : المضاربة بالسيوف .