حفرة من النار [1] ، مذقة الشارب ، ونهزة الطامع [2] ، وقبسة العجلان [3] ، وموطئ الأقدام [4] ، تشربون الطرق [5] ، وتقتاتون الورق [6] ، أذلة خاسئين [7] ، " تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم " [8] . فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد اللتيا والتي [9] ، وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب [10] ، " كلما
[1] شفا كل شئ : طرفه وشفيره ، أي كنتم على شفير جهنم مشرفين على دخولها لشرككم وكفركم . [2] مذقة الشارب : شربته . والنهزة بالضم : الفرصة ، أي محل نهزته . أي كنتم قليلين أذلاء يتخطفكم الناس بسهولة . [3] القبسة بالضم : شعلة من نار يقتبس من معظمها . والإضافة إلى العجلان لبيان القلة والحقارة . [4] وطي الأقدام مثل مشهور في المغلوبية والمذلة . [5] الطرق بالفتح : ماء السماء الذي تبول فيه الإبل وتعبر . [6] الورق بالتحريك : ورق الشجر . وفي بعض النسخ : " تقتاتون القد " وهو بكسر القاف وتشديد الدال : سير يقد من جلد غير مدبوغ . والمقصود وصفهم بخباثة المشرب وجشوبة المأكل لعدم اهتدائهم إلى ما يصلحهم في دنياهم ، ولفقرهم وقلة ذات يدهم ، وخوفهم من الأعادي . [7] الخاسئ : المبعد المطرود . [8] التخطف : استلاب الشئ وأخذه بسرعة ، اقتبس من قوله تعالى : " واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون " . وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام إن الخطاب في تلك الآية لقريش خاصة ، والمراد بالناس ساير العرب أو الأعم . [9] اللتيا بفتح اللام وتشديد الياء : تصغير التي ، وجوز بعضهم فيه ضم اللام ، وهما كنايتان عن الداهية الصغيرة والكبيرة . [10] يقال : مني بكذا - على صيغة المجهول - أي ابتلي . وبهم الرجال - كصرد - : الشجعان منهم ، لأنهم لشدة بأسهم لا يدري من أين يؤتون . وذؤبان العرب : لصوصهم وصعاليكهم الذين لا مال لهم ولا اعتماد عليهم . والمردة : العتاة المتكبرون المجاوزون للحد .