responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 393


مثلا لو كان مجئ زيد من جهة أغراض مختلفة وأسباب متعددة ، فقيل : " جاء زيد " ، لم يوجب ذلك كون المجئ مستعملا في المعاني المتعددة . نعم لو جعل فاطمة بالنسبة إلى فطم الأعداء أو الأحباء بمعنى كونها ذات فطم من المبني للفاعل - كما هو كذلك - أي ذات فاطمية ، وفي فطمها عن الشر بمعنى ذات فطم من المبني للمفعول أي ذات مفطومية لزم المحذور المذكور ، ولكن على التقرير المسطور لا يلزم ذلك المحذور . ويمكن جعلها بمعنى ذات الفطم مطلقا من باب النسبة فيكون جامدا يستوي فيه المذكر والمؤنث . . . نعم ، يمكن جعل فاطمة في جميع الوجوه بمعنى المفعول ، أي المفطومة ، من باب الصفة بحال المتعلق بلحاظ المآل والحقيقة ، أو جعله بمعنى ذات الفطم ، من المصدر المبني للفاعل أو المفعول لكن على سبيل القضية الكلية لا الجزئية ، كما لا يخفى .
وبالجملة فاختلاف الأخبار في بيان وجه التسمية إشارة إلى عدم انحصاره في شئ ، أو كون معناها معنى كليا يشمل على وجوه كثيرة ، فيحتمل احتمالا ظاهرا أن يكون ملحوظا في وجه التسمية أمور على حدة أيضا كفطمها على الإخلاق الرذيلة بالأخلاق الفاضلة ، وعن الأحوال الخبيثة بالأحوال الطيبة الزكية ، وعن الأفعال القبيحة بالأفعال الحسنة ، وعن الظلمانية بالنورانية ، وعن السهو والغفلة بالذكر والمعرفة ، وعن عدم العصمة بالمعصومية ، وبالجملة عن جميع جهات النقيصة بالكمالات العقلانية والروحانية والنفسانية ولوازمها الظاهرية والباطنية ، فيلزم حينئذ أن تكون لها العصمة الكبرى في الدنيا والآخرة والأولى . فتكون حينئذ معصومة تقية نقية ولية صديقة مباركة طاهرة إلى آخر الأسماء المذكورة في الرواية وغير الرواية .
وتخصيص أسمائها بالتسعة في الخبر الصادقي ( عليه السلام ) إما من جهة اشتمالها من حيث المعنى على سائر الأسماء أيضا ، أو من جهة صدور التسمية بها من جانب الله سبحانه بلا واسطة كما يشعر به قوله ( عليه السلام ) : لفاطمة تسعة أسماء عند الله [1] . . .
وقال العلامة الهمداني [2] في بيان اسم فاطمة ( صلوات الله وسلامه عليها ) ما نصه :
هذا الاسم سواء كان من عند الله عز وجل أو بإلهام من الله تعالى كما لاحظت في



[1] اللمعة البيضاء : 37 - 39 .
[2] فاطمة بهجة قلب المصطفى : 152 .

393

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست