responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 392


بسبب العلم ، وهذا كناية عن كونها في بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية .
وقال المولى محمد علي الأنصاري ( رحمه الله ) : وقد تلخص منها ( أي الأخبار ) وجوه متعددة لتسميتها ( عليها السلام ) بتلك التسمية : مثل فطم نفسها بالعلم ، وفطمها عن الشر ، وفطمها عن الطمث ، وفطم ذريتها وشيعتها من النار ، وكذلك فطم من تولاها وأحبها منها ، وفطم الأعداء عن طمع الوراثة في الملك ، وعن حبها ، ونحو ذلك . ولا منافاة بين الأخبار ، لأن الفطم معنى يصدق مع كل من الوجوه المذكورة ، واختلاف الأخبار من جهة اختلاف حال الرواة والحضار من حيث الاستعداد الذاتية ، واختلاف المصالح في الأزمنة والأمكنة ، وكل هذه المعاني مرادة من اللفظ عند التسمية ، ولا يلزم من ذلك استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد ، الذي هو مخالف للقواعد الظاهرية اللفظية ، لأن فاطمة مشتق من الفطم بمعنى الفصل ، ومنه الفطام في الطفل بمعنى فصله عن اللبن والارتضاع ، يقال : فطمت المرضع الرضيع فطما ، من باب ضرب ، فصلته عن الرضاع ، فهي فاطمة ، والصغير فطم بمعنى المفطوم . وأفطم الرجل : دخل في وقت الفطام ، مثل أحصد الزرع ، إذا حان حصاده . وفطمت الحبل : قطعته . وفطمت الرجل عن عادته : إذا منعته عنها . وليس الفطم مخصوصا بالفصل عن اللبن وإن كثر استعماله فيه ، بل هو مطلق الفصل عن الشئ ، ومعنى القطع والمنع راجع إليه أو متفرع منه ، فيكون معنى " فاطمة " فاصلة أو قاطعة أو مانعة ، وكل منها معنى كلي وماهية مطلقة يصدق مع القيود الكثيرة ، فسميت من عند الله بها .
ويلزم في تحقق معنى الفصل أن يكون هناك فاصل ومفصول له ، مثلا إذا كانت الأم فاطمة لطفلها ، فهي فاصلة ، والطفل مفصول ، واللبن مفصول عنه ، والغذاء مفصول به .
فيكون معنى فاطمة أنها تفطم نفسها ولو بسبب قابليتها الذاتية عن الجهل بالعلم ، وعن الشر بالخير ، وعن الطمث بالطهارة عن الحمرة ، وتفطم ذريتها وشيعتها ومن توليها وأحبها من النار بالجنة ، وتفطم أعداءها عن طمع الوراثة باليأس عنها ، وعن حبها ببغضها . فلوحظ في وجه تسميتها بهذا الاسم وجوه متعددة وهي غير داخلة في مفهوم الاسم حتى توجب تعدد معاني اللفظ ، بل هي لحاظات خارجية باعتبارها وقعت التسمية .

392

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست