responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 336


ليصلوا عليها ، وخرج أبو ذر ، وقال : انصرفوا فإن ابنة رسول الله قد أخر إخراجها في العشية [1] . وأقبل أبو بكر وعمر يعزيان عليا ( عليه السلام ) ، ويقولان له : يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [2] . ولكن عليا غسلها وكفنها هو وأسماء في تلك الليلة ثم نادى : يا أم كلثوم ، يا زينب ، يا حسن ، يا حسين ، هلموا تزودوا من أمكم فهذا الفراق واللقاء والجنة ، وبعد قليل نحاهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) [3] عنها . ثم صلى علي على الجنازة ، وشيعها والحسن والحسين وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة والعباس وابنة الفضل [4] . فلما هدأت الأصوات ونامت العيون ومضى شطر من الليل أخرجها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ودفنها سرا وأهال عليها التراب ، والمشيعون من حوله يترقبون لئلا يعرف القوم ، ويمنعهم المنافقون ، فدفنوها وعفوا تراب قبرها .
وقوف الإمام ( عليه السلام ) على قبرها انتهت مراسم الدفن بسرعة خوفا من انكشاف أمرهم وهجوم القوم عليهم ، فلما نفض الإمام يده من تراب القبر هاج به الحزن لفقد بضعة الرسول التي تذكر به ، وزوجته الودود التي عاشت معه الصفا والطهارة والتضحية ، وتحملت من أجله الأهوال والصعاب فواغوثاه . . . من هظمها . . من آلامها . . . من تصدع قلبها . . . وا غوثاه من كسر ضلعها . . . واسوداد عضدها . . . وإسقاط جنينها . . . ولكن .
لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكل الذي دون الممات قليل وإن افتقادي فاطم بعد أحمد * دليل على أن لا يدوم خليل فأرسل دموعه على خديه ، وحول وجهه إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك ، والبائنة



[1] البحار : 43 / 192 .
[2] البحار : 43 / 199 .
[3] البحار : ج 43 / ص 179 .
[4] البحار : 43 / 183 .

336

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست