responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 337


في الثرى ببقعتك ، المختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قل - يا رسول الله عن صفيتك صبري وضعف عن سيدة النساء تجلدي ، إلا أن في التأسي لي بسنتك ، والحزن الذي حل بي لفراقك ، موضع التعزي ، ولقد وسدتك في ملحودة قبرك ، بعد أن فاضت نفسك على صدري ، وغمضتك بيدي وتوليت أمرك بنفسي . نعم ، وفي كتاب الله أنعم القبول ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة ، واختلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء ، يا رسول الله . أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت مقيم ، كمد مقيح ، وهم مهيج ، سرعان ما فرق الله ( بيننا ) ، وإلى الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك علي ، وعلى هضمها حقها ، فاستخبرها الحال ، فكم من عليل معتلج بصدرها ، لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول ، ويحكم الله وهو خير الحاكمين . سلام عليك يا رسول الله ، سلام مودع لا سئم ولا قال ، فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن سوء ظني بما وعد الله الصابرين ، الصبر أيمن وأجمل . ولولا غلبة المستولين علينا ، لجعلت المقام عند قبرك لزاما ، وللبثت عنده معكوفا ، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية ، فبعين الله تدفن ابنتك سرا ، ويهتضم حقها قهرا ، ويمنع إرثها جهرا ، ولم يطل العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، فإلى الله - يا رسول الله - المشتكى وفيك أجمل العزاء ، فصلوات الله عليها ورحمة الله وبركاته [1] .
وروي أن عليا ( عليها السلام ) سوى قبرها مع الأرض مستويا ، وقيل : سوى حواليها قبورا مزورة سبعة حتى لا يعرف أحد قبرها ، وروي أنه رش أربعين قبرا حتى لا يبين قبرها من غيره من القبور خوفا من الأعداء [2] . فلما أصبح الناس أقبل عمر وأبو بكر والناس يريدون الصلاة على فاطمة ( عليها السلام ) . فقال المقداد : قد دفنا فاطمة ( عليها السلام ) البارحة .
فالتفت عمر إلى أبي بكر فقال : ألم أقل لك ، أنهم سيفعلون ؟
قال العباس : إنها أوصت أن لا تصليا عليها .
فقال عمر : لا تتركون - بني هاشم - حسدكم القديم لنا أبدا ، إن هذه الضغائن التي في



[1] البحار : 43 / 211 ، 193 .
[2] البحار : 43 / 183 .

337

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست