responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 307


الذي يأتينا من النبي وأهل بيته ، وهم فاطمة وعلي والحسن والحسين ، والتسعة المعصومون ، من ذرية الحسين ( عليهم السلام ) .
أقول : الحديث الذي يأتينا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، يأتي حديثا لهم نور هو من نور القرآن ، بل إننا نجد حديثهم يتعانق مع القرآن عناقا طويلا ، في مودة وإخلاص . . فليس هناك حديث عن أهل البيت يخالف القرآن أبدا . . ومن هنا جاء حديث الثقلين الشهير الذي تذكره كل كتب الصحاح والحديث بدءا من صحيح البخاري ومسلم ، مرورا بصحيح الترمذي والنسائي وابن ماجة وأبي داود ، وانتهاء بمسند بن حنبل والصواعق المحرقة لابن حجر العسقلاني . . . كل هذه الكتب قد أجمعت واتفقت على كلمة واحدة وهي : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ، وقد نبأني اللطيف الخبير أنهما ، أي الكتاب والعترة لن يفترقا حتى يردا على الحوض " .
والآن وبعد هذه الجولة السريعة في رحاب التسبيح ، وبعد هذه السباحة في شاطئ تسبيح الصديقة فاطمة الزهراء - صلوات الله وسلامه عليها - فإنه يجدر بنا أن نرجع إلى معالم هذا التسبيح الذي أصبح شعارا يرفعه المناضلون ، والمجاهدون في وجوه الطغاة والجلادين . . بل إن هذا التسبيح - أعني تسبيح الزهراء - قد جمع كل مناهج الإنسان المؤمن في ، الحياة فهو يبدأ بالله أكبر . . ثم الحمد لله وينتهي بسبحان الله . وهذه هي مناهج المؤمن ومعالم الإيمان في الأرض . أن تبدأ بسم الله . . وتعتقد أن الله أكبر من كل شئ في هذا الوجود ، أنه أكبر من المال ، وأكبر من السلطان ، وأكبر من الأهل ، والنفس ، والحياة ، وإذا كان أكبر من كل هذه الأشياء ، فمعنى ذلك أنك تكون على أهبة الاستعداد لأن تضحي بنفسك وأهلك ، ومالك وكل غال ونفيس في سبيل كلمة " الله أكبر " . . ومن هنا ندرك السر المكنون الذي جعل الصديقة الزهراء تذهب إلى قبر الحمزة سيد الشهداء وتصنع من تراب قبره حبات لمسبحتها ، وكأنها بهذا العمل تلقنا درسا لا ننساه أبدا ، وهو أن كلمة الله أكبر التي جاءت في أول تسبيح الزهراء ، هذه الكلمة لا يحفظها إلا الشهداء ، ولا يحصنها من غائلة العوادي إلا دماء الشهداء . . . إن كلمة الله أكبر . . تعني الصدق والوفاء والإخلاص ، والشجاعة والعفة والزهد ، والشرف

307

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست