responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 308


الرفيع ، وهذه لا تسلم أبدا من أيدي العابثين إلا بسفك المهج وإراقة الدماء . وصدق الشاعر حين قال :
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى * حتى يراق على جوانبه الدم ويقول أبو القاسم الشابي إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي * ولا بد للقيد أن ينكسر أجل . . إن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لتدرك جيدا أن هذا الشعار الذي أخذته من النبي لا يمكن حفظه إلا بالتضحية ، والشهادة ولذلك قامت بخطوة تكريمية للشهداء ، وهي أنها جعلت من تراب قبر الشهيد حبات لمسبحتها ، لتدير عليها هذا المنهج الملائكي النوراني الذي سمي : تسبيح الزهراء . ونفس الشئ يقال بالنسبة للحمد ، فالحمد هو أعلى قمة يمكن أن يصل إليها الإنسان ، ومن هنا كانت سورة الحمد أم الكتاب ، لأنها جمعت التعبير كله ولخصت مسيرة الأنبياء جميعا في مضمونها ، وكما في التكبير والتحميد كذلك في التسبيح ، وهو سبحان الله وكما قلت سابقا أن هذا التسبيح جاء مصبوبا في قالب أدبي وأخلاقي وتربوي ، وذلك أنه بدأ ب " اسم الله " وانتهى ب " باسم الله " فهو يبدأ ب " الله أكبر " وينتهي ب " سبحان الله " فنجد كلمة الله في أوله ، والله في آخره ، ولو بدأ ب " الحمد لله " مثلا لما حصل هذا المعنى وهذا الإطار التربوي الجميل ، وهو مشتق ونابع من قول الله تعالى : * ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) * . إذن تسبيح فاطمة الزهراء - سلام الله عليها - إنما جاء ليزرع في أعماقنا شتائل النور ، ويبادر الحب والعطاء . . لقد جاء هذا التسبيح الجامعي العظيم ، ليشعل في قلوبنا قناديل الأمل والرجاء ، ويمنحنا الطمأنينة والسلام ، ولكي نتذوق حلاوة التسبيح ، فإنه لا بد لنا من المواظبة على قراءته في أعقاب كل صلاة نصليها وذلك لأنه يدفع البلاء عنا ، ويجلب الرزق ويعمنا بسحاب البركة والخير الكثير والله ولي التوفيق [1] . وختاما للموضوع نذكر أهم فوائد وآثار هذا التسبيح المبارك الذي منه رسول الله علينا من لسان ابنته



[1] اعلموا أني فاطمة : 2 / 681 - 698 .

308

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست