responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 236


الحق ، وعلى هذا الأساس فإنه لا بد للرسالة السماوية من حجج وأئمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما أثبت هذا في محله من علم الكلام . لأن الأرض لا تخلو من حجة وإمام في كل زمان ، وأنه من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية وهذا علي عليه السلام إمام وأب الأئمة المعصومين عليهم السلام كلهم خلقوا من أجل هذا الدين الحنيف الذي روحه العبودية لله رب العالمين برسالة رسوله وخلافة هؤلاء الأئمة الأمناء على الدين ، وصفوة الله وخزان علمه . . . عليه السلام .
إذن العلة التامة كما قلنا في كمالاتها وصفاتها التي هي مظهر لأسماء الله وصفاته هو رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الإنسان الكامل والمخلوق الأتم - محمد صلى الله عليه وآله وسلم - لا بد لمثل هذه العلة النورانية والكلمة الإلهية التامة من معلول يشابهه ويسانخه لقانون العلة والمعلول كما هو ثابت في الفلسفة والحكمة المتعالية ويكون عندئذ هو نفسه وهو أمير المؤمنين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام ومما يدل على ذلك هو آية المباهلة ، فيظهر من هذا كله معنى ولولا علي لما خلقتك .
ولولا فاطمة لما خلقتكما وذلك لكون فاطمة عليها السلام أم أبيها فهي جمعت الكمالات المحمدية وكانت مظهرا للصفات الربوبية وهي بقية النبوة ولولاها لما قام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم للدين عمود ولا أخضر له عود بنورها زهرت السماوات العلى .
وكذلك كونها أم الأئمة . وهي الوعاء الطاهر لذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي الكوثر الذي لا ينقطع عطاؤه . . . ومنها الامتداد العلوي لأئمة أهل البيت عليهم السلام ، فإذا عرفنا ذلك أدركنا عظمة الزهراء وحكمة وجودها لأن صلاح العالم كله إنما يكون وينطلق من أبناءها ويكفي دليلا على ذلك ، أن يكون صلاح العالم ، وإصلاح الدنيا اليوم ، بواحد من أبناء فاطمة عليها السلام وهو الإمام المهدي عليه السلام يقول الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم المهدي من ولد فاطمة .
إذا فإن فاطمة الزهراء ، هي الصديقة الكبرى ، وهي الكوثر المتدفق بالعطاء ، وهي

236

نام کتاب : الأسرار الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست