أم الأئمة الطاهرين ، ولولاها ، لانعدمت الحكمة ، من وجود الإسلام ، وتكوين الحضارة ، لأن الحضارة إنما قامت بأبناء فاطمة أخذا من الإمام الحسن والحسين ، وعلي بن الحسين والباقر والصادق . . . ومرورا بالإمام الكاظم ، والرضا والجواد ، وانتهاء بالإمام الهادي ، والعسكري والإمام الحجة المنتظر عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام . ومن هنا جاء في تعريف فاطمة ، أنها ليلة القدر . . وأن الذي يعرف حقها ، وقدرها يدرك ليلة القدر ، ويستوعب مفهوم هذه الليلة العظمية التي نزل فيها القرآن هدى للناس ، وبينات من الهدى والفرقان ، ولا يتحقق هذا المعنى من وجود الهداية ، والبينات إلا بوجود الأئمة المعصومين ، من أبناء فاطمة . . . [1] . والنتيجة هي : أنه لولا فاطمة ، لما كان هناك حكمة من وجود الإسلام ، وعلى هذا الأساس ، دون هذا المنطلق ، تنتفي حكمة البعثة ، وإذا لم يبعث النبي ، لم يوجد الوصي ، وهكذا نجد أن هذه المسألة على عمقها ، فإنها واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار ، ولذلك جاء هذا الحديث القدسي ، جامعا ، معبرا ، قال : يا أحمد - لولاك ، لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة ، لما خلقتكما . . . .