نام کتاب : أقطاب الدوائر نویسنده : الشيخ عبد الحسين جلد : 1 صفحه : 55
الثاني : حديث النفس باختيار الفعل أو الترك لما يوافقها أو يخالفها ، وهذا القسم لا يؤاخذ به أيضا . قال في الجوامع في تفسير قوله تعالى " وإن تبدوا ما بأنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " [1] : لا يدخل فيما يخفيه الإنسان الوساوس وحديث ، لأن ذلك مما ليس في وسعه الخلو منه ، ولكن ما اعتقده وعزم عليه . وعن عبد الله بن عمر أنه تلاها فقال : لأن أخذنا الله بها لنهلكن ، فذكر لابن عباس فقال : يغفر الله لأبي عبد الرحمن قد وجد المسلمون منه مثل ما وجد فنزل " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " [2] انتهى [3] . قال المحقق الأردبيلي ( طاب ثراه ) وفي الاستدلال على مذهب الشيخ ( من انعقاد النذر من غير لفظ " بمثل ( قوله تعالى ) وإن تبدوا ما بأنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " [4] تأمل لا يخفى وكذا بمثل قوله تعالى " واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه " [5] نعم هما يدلان على العقاب بأفعال القلب ، ولو بقصد المعصية ، وذلك غير بعيد فإن قصد القبيح قبيح عقلا وشرعا أيضا ، إلا أنه لا يعاقب عليه العقاب الذي يعاقب بفعله في الخارج ، وبه يجمع بين الأدلة ، بل بين
[1] سورة البقرة [2] : 284 . ( 2 ) سورة البقرة ( 2 ) : 286 . [3] تفسير جوامع الجامع / 52 . [4] سورة البقرة ( 2 ) : 284 . [5] سورة البقرة ( 2 ) : 235 .
55
نام کتاب : أقطاب الدوائر نویسنده : الشيخ عبد الحسين جلد : 1 صفحه : 55