نام کتاب : أقطاب الدوائر نویسنده : الشيخ عبد الحسين جلد : 1 صفحه : 45
مراتب الإيمان وأما مراتب الإيمان فقد نقل شيخنا البهائي [1] رئيس المحققين نصير الملة والدين في بعض رسائله : أن مراتب الإيمان متخالفة كمراتب معرفة النار مثلا ، فإن أدناها معرفة من سمع أن في الوجود شيئا يظهر أثره في كل شئ يحاذيه ، وإن أخذ منه شئ لم ينقص ، ويسمى ذلك الموجود نارا ، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى معرفة المقلدين الذين صدقوا بالدين من غير وقوف على الحجة . وأعلى منها من وصل إليه دخان النار ، وعلم أنه لا بد له من مؤثر ، فحكم بذات لها أثر الدخان ، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى معرفة أهل النظر والاستدلال الذين حكموا بالبراهين القاطعة على وجود الصانع تعالى . وأعلى منها من أحس بحرارة النار بسبب مجاورتها ، وشاهد الموجودات بنورها وانتفع بذلك الأثر ، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى معرفة المؤمنين الخلص الذين اطمأنت قلوبهم بالله ، وتيقنوا أن الله نور السماوات والأرض كما وصف . وأعلى منها من احترقته النار بالكلية وتلاشى فيها بجملته ، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى معرفة أهل الشهود والفناء في الله وهي الدرجة والمرتبة القصوى انتهى كلامه أعلى الله مقامه [2] . .
[1] هو بهاء الدين محمد بن حسين العاملي ( 953 - 1031 ) [2] شرح أربعين حديثا في ضمن شرحه للحديث الثاني .
45
نام کتاب : أقطاب الدوائر نویسنده : الشيخ عبد الحسين جلد : 1 صفحه : 45