مرتدّين عنهم من أهل الإبدال ، يؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال ، يختلجون دون الأدبار فلا تدري أن يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم . أمّا بعد ، فيقول أهل الخليقة عديم الإدراك وذميم الأخلاق حيدر علي الفيض آبادي ، أعطاه الله تعالى في الدنيا النفس اللّوامة وتجاوز عن جرائمه يوم القيامة ، وبصّره بعيوب نفسه وجعل غده خيراً من أمسه ، ابن صفوة الحفّاظ والعابدين الشيخ محمّد حسن ، ابن قدوة العارفين الشيخ محمّد ذاكر ، ابن اُسوة الواصلين الشيخ عبد القادر الدهلوي ، ألطفهم الله سبحانه بالإعادة وأكرمهم بالحسنى وزيادة : إنّ أحد الأصدقاء الأحباب ، الذي طالما تألّم ليلاً ونهاراً ممّا آل إليه أمر الدين ، وضاق صدره وارتعد قلبه واحترق كبده من رواج التشيّع المحدَث ، قد تمكّن من الحصول على رسالة لإمام المتشيّعين ، نظام المتكلّمين ، البحر المحيط للفهم والفطانة ، والنهر العميق للفصاحة والبلاغة ، رئيس العلماء الكبار سبحان علي خان ، جنّبه الله تعالى عن فساد اعتقاداته وبصّره الله ببطلان خيالاته وهفواته ، ألّفها بسنة سبع وأربعين ومائتين وألف من الهجرة النبويّة ، في حديث اُصيحابي ، بواسطة بعض المؤمنين ، وأطلعني عليها ، وألحّ عليّ بأن أكتب ردّاً لها ، فعزمت على إنجاح مرامه عوناً لأهل الحق والإنصاف ، وصوناً لعقائدهم عن الزيغ والاعتساف . . . ولمّا كان هذا الكتاب ، بحيث يقول كلّ من وقف عليه - موافقاً كان أو مخالفاً - إنّه قد بلغ النهاية القصوى في البحث ، فقد سمّيته ب - ( منتهى الكلام ) ، ولمّا كان كلّ ورقة من أوراقه مشتملاً على تنبيه تعريضاً للمخالفين المعترضين على حديث الحوض ، الذين صدق عليهم قوله تعالى ( وكنّا نخوض مع