المعاصي من الشيعة ، فالله سبحانه يجعل في يوم القيامة السيّئات الصادرة من الشيعة في صحائف المخالفين ويعذّبهم عليها . . . وليس في شيء من ذلك مخالفة لأيّ قاعدة من قواعد العدل : قال مولانا المجلسي بعد حديث أبي إسحاق الليثي عن الإمام الهمام أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام : « إعلم أنّ هذا الخبر وأمثاله ممّا يصعب على القلوب فهمه وعلى العقول إدراكه ، ويمكن أن يكون كنايةً عمّا علم الله تعالى وقدّره من اختلاط المؤمن والكافر في الدنيا واستيلاء أئمّة الجور وأتباعهم على أئمّة الحقّ وأتباعهم ، وعلم أنّ المؤمنين إنّما يرتكبون الآثام لاستيلاء أهل الباطل عليهم وعدم تولّي أئمّة الحقّ لسياستهم ، فيعذرهم بذلك ويعفو عنهم ، ويعذّب أئمّة الجور وأتباعهم بتسبيبهم لجرائم من خالطهم مع ما يستحقّون من جرائم أنفسهم ، والله يعلم وحججه صلوات الله عليهم » [1] . وهذا وجه صحيح لحلّ هذه الرواية . ولهذه الرواية في كتب القوم نظائر ، فقد أخرج الحاكم في ( المستدرك ) : « حدّثني علي بن جمشاد العدل ، ثنا محمّد بن بشر بن مطر ، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، ثنا حرمي بن عمارة بن أبي حفصة ، ثنا شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ليجيئنّ أقوام من اُمّتي بمثل الجبال ذنوباً فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .