العليّة فهم بمعزل عنها ، فاُتحفا بمرتبة الإيمان زيادة في شرف كمالهما بحصول تلك المراتب لهما . وفي هذا مزيد ذكرته في الفتاوى . ولا يرد على الناظم . . . تعالى ذكر في كتابه العزيز أنّه أبو إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه ، وذلك لأنّ . . . أجمعوا على أنّه لم يكن أباً حقيقة وإنّما كان عمّه ، والعرب تسمّى العمّ أباً ، بل في القرآن ذلك ، قال تعالى : ( وإله آبائي إبراهيم وإسماعيل ) مع أنّه كان عمّ يعقوب ، بل لو لم يجمعوا على ذلك وجب تأويله بهذا جمعاً بين الأحاديث ، وأمّا من أخذ بظاهره كالبيضاوي وغيره فقد تساهل واستروح » [1] . هذا ، والأعجب من ذلك كلّه قدح جماعة من أئمّتهم في نسب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، بدعوى أنّ كنانة زوجة خزيمة قد مكَّنت أباها من نفسها ، فكان النضر بن كنانة وهو من أجداده صلّى الله عليه وآله وسلّم . . . أعاذنا الله من الافتراء والبهتان والإرتباك في العمى والخذلان ، وتفصيل هذه القصّة الشنيعة في ( الروض الأنف ) و ( المعارف ) وغيرهما من كتب القوم [2] . تنبيه حول رأي الرازي قد تقدَّم في كلام السيوطي وابن حجر المكي : أنّ الفخر الرازي من القائلين بإسلام آباء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأنّ السيوطي والقسطلاني نقلا ذلك عنه في كتابه ( أسرار التنزيل ) ، فاقتضى ذلك مراجعة الكتاب المذكور ومراجعة ( التفسير المذكور ) .