بنصّ الآية الآتية ، وكذا من بين كلّ رسولين . وأيضاً : قال تعالى : ( وتقلّبك في الساجدين ) على أحد التفاسير فيه : أنّ المراد ينقل نوره من ساجد إلى ساجد . وحينئذ فهذا صريح في أنّ أبوي النبي صلّى الله عليه وسلّم آمنة وعبد الله من أهل الجنّة ، لأنّهما أقرب المختارين له صلّى الله عليه وسلّم . وهذا هو الحقّ ، بل في حديث - صحّحه غير واحد من الحفّاظ ولم يلتفتوا لمن طعن فيه : أنّ الله تعالى أحياهما فآمنا به - خصوصيّة لهما وكرامة له عليه السلام . فقول ابن دحية يردّه القرآن والإجماع ، ليس في محلّه ; لأنّ ذلك ممكن شرعاً وعقلاً على جهة الكرامة والخصوصيّة ، فلا يردّه قرآن ولا إجماع . وكون الإيمان لا ينفع بعد الموت . محلّه في غير الخصوصيّة والكرامة ، وقد صحّ أنّه عليه السلام ردّت عليه الشمس بعد مغيبها فعاد الوقت حتّى صلّى عليّ العصر أداء كرامة له صلّى الله عليه وسلّم ، فكذا هنا ، وطعن بعضهم في صحّة هذا بما لا يجدي أيضاً . وخبر أنّه تعالى لم يأذن لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم في الاستغفار لأبويه ، إمّا كان قبل إحيائهما له وإيمانهما به ، أو أنّ المصلحة اقتضت تأخير الاستغفار لهما عن ذلك الوقت فلم يؤذن له فيه حينئذ . فإن قلت : إذا قرّرتم أنّهما من أهل الفترة وأنّهم لا يعذّبون ، فما فائدة الإحياء ؟ قلت : فائدته إتحافهما بكمال لم يحصل لأهل الفترة ; لأنّ غاية أمرهم أنّهم اُلحقوا بالمسلمين في مجرّد السلامة من العذاب . . . ترتّب الثواب