الإيمان ) فمن أين جاء الإيمان لأبويه . الثالث : إنّ الرافضة يزعمون إنّ عليّاً رضي الله عنه رمى أصنام قريش عن الكعبة وعبدالمطّلب وعبد الله من رؤوسهم ، فأيّ شيء أخبرهم عن عدم عبادتهما ؟ قالوا : نقل من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطاهرة . قلنا : معناه لم يكن سفاح بل عن عقود وأنكحة . قالوا : كيف يمكن خروج نبيّ من كافر ؟ قلنا : كثير من الأنبياء ، كخروج إبراهيم عليه السلام من آزر . قالوا : عمّه أو خاله ؟ قلنا : يكذب ذلك أنّ الله تعالى سمّاه أباً بقوله : ( إذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتّخذ أصناماً ) ويقول إبراهيم لآزر : يا أبتِ ، مراراً كثيرة . وأيضاً : العم ابن الجد لأب والخال ابن الجد لاُم ، وحينئذ فيكون جدّه كافراً ، ولا ينتفع الرافضة بشيء من هذه الدعوى ، ودليل كفره شهادة ابنه عليه كقوله تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناماً فنظلُّ لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذْ تدعون أو ينفعونكم أو يضرّون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ) وكقوله تعالى : ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ) » [1] . أقول : إنّها خرافات ركيكة وهفوات سخيفة : فأمّا ما ذكره في الوجه الأوّل ، فلا دليل عليه في القرآن والحديث ، ولو
[1] رسالة الأعور الواسطي في الرد على الرافضة - مخطوط .