« أخرج ابن أبي شيبة في المصنّف وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ما دعا عبدٌ قط بهذه الدعوات إلاّ وسّع الله عليه في معيشته : يا ذاالمنّ ولا يمنّ عليه ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الطَّوْل ، لا إله إلاّ أنت ، ظهر اللاّجين وجار المستجيرين ، ومأمن الخائفين ، إن كنت كتبتني عندك في اُمّ الكتاب شقيّاً ، فامح عنّي اسم الشقاوة وثبّتني عندك سعيداً ، وإن كنت كتبتني عندك في اُمّ الكتاب محرّماً مقتَّراً علَيّ رزقي ، فامح حرماني ويسّر رزقي وثبّتني عندك سعيداً موفّقاً للخير ، فإنّك تقول في كتابك الذي أنزلت ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب ) » . هكذا في ( الدر المنثور ) [1] . ورواه عمر بن عادل الحنبلي في تفسيره ( اللباب في علوم الكتاب ) عن ابن مسعود وعمر فقال : « عن ابن عمر وابن مسعود إنّهما قالا : يمحو السعادة والشقاوة ويمحو الرزق والأجل ويثبت ما يشاء . وروي عن عمر : إنّه كان يطوف بالبيت وهو يبكي ويقول : اللّهمّ إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها ، وإن كنت كتبتني في أهل الشقاوة فامحني وثبّتني في أهل السعادة والمغفرة ، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك اُمّ الكتاب ، ومثله عن ابن مسعود » [2] . وقال الفخر الرازي بتفسير الآية : ( يمحو الله ما يشاء ) :
[1] الدر المنثور 4 : 661 . [2] اللباب في علوم الكتاب 11 / 320 .