« وكان الشقي ابن تيميّة في هذه المدّة قد بسط لسان قلمه ومدَّ عنان كلمه وتحدّث في مسائل القرآن والصفات ، ونصّ في كلامه على اُمور منكرات ، وتكلّم فيما سكت عنه الصحابة والتابعون ، وفاه بما يمجّه السلف الصالحون ، وأتى في ذلك بما أنكره أئمّة الإسلام ، وانعقد على خلافه إجماع العلماء الأعلام ، واشتهر من فتاواه في البلاد ما استخفّ به عقول العوام ، وخالف في ذلك علماء عصره وفقهاء شامه ومصره ، وبعث رسائله إلى كلّ مكان ، وسمّى كتبه أسماء ما أنزل الله بها من سلطان ، ولمّا اتّصل بنا ذلك من سلكه من هذه المسالك وأظهروه من هذه الأحوال وأشاعوه ، وعلمنا أنّه استخفّ قومه فأطاعوه ، حتّى اتّصل بنا أنّهم صرّحوا في حقّ الله بالحرف والصوت والتجسيم ، فقمنا في حقّ الله تعالى مشفقين من هذا النبأ العظيم » . إلى آخر المنشور الطويل المثير لأوليائه العويل الهادم لأساس فخرهم الجزيل ومجدهم الأثيل . بل قال ابن تيمية بقدم العرش فأثبت للباري شريكاً في الأزليّة ، كما ذكر الدواني في ( شرح العقائد ) بذكر القدم الجنسي للعالم : « وقد قال به بعض المحدّثين المتأخّرين ، وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيميّة القول به في العرش » . وقال المولوي عبد الحليم - من علماء الهند - في حاشية شرح العقائد المسماة ( حلّ المعاقد ) : « كان تقيّ الدين ابن تيميّة حنبليّاً ، لكنّه تجاوز عن الحدّ وحاول إثبات ما ينافي عظمة الحقّ تعالى وجلاله ، فأثبت له الجهة والجسم ، وله هفوات اُخر كما يقول : إنّ أمير المؤمنين سيّدنا عثمان رضي الله عنه كان يحبّ المال ، وإنّ