« ولابن تيميّة أبي العبّاس أحمد وأصحابه ميل عظيم إلى إثبات الجهة ومبالغة في القدح في نفيها ، ورأيت في بعض تصانيفه أنّه لا فرق عند بديهة العقل بين أن يقال هو معدوم أو يقال طلبته في جميع الأمكنة فلم أجده ، ونسب النافين إلى التضليل ، هذا مع علوّ كعبه في العلوم النقليّة والعقليّة كما يشهد به من تتبّع تصانيفه » . وقال المفتي صدر الدين ، وهو من أكابر فضلاء السنة في الهند في رسالته ( منتهى المقال ) التي قرّظها علماؤهم بتقريظات عديدة : « قال شيخ الاُمّة الهمام سند المحدّثين الشيخ محمّد البريسي في كتابه إتحاف أهل العرفان برؤية الأنبياء والملائكة والجان : قد تجاسر ابن تيميّة الحنبلي - عامله الله تعالى بعدله - وادّعى أنّ السفر لزيارة قبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حرام ، وإنّ الصلاة لا تقصر فيه لعصيان المسافر به ، وأطال في ذلك بما تمجّه الأسماع وتنفر منه الطباع ، وقد عاد شؤم كلامه عليه حتّى تجاوز الجناب الأقدس المستحق لكلّ كمال أنفس وخرق سباج الكبرياء والجلال ، وحاول إثبات منافي العظمة والكمال ، بادّعائه الجهة والتجسيم ونسبة من لم يعتقدهما إلى الضلالة والتأثيم ، وأظهر هذا الأمر على المنابر وشاع وذاع ذكره بين الأكابر والأصاغر ، وخالف الأئمة المجتهدين في مسائل كثيرة ، استدرك على الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة حقيرة ، فسقط من أعين علماء الاُمّة وصار مثلة بين العوام فضلاً عن الأئمة ، وتعقّب العلماء كلماته الفاسدة وزيّفوا حججه الداحضة الكاسدة ، وأظهروا عور سقطاته وبيّنوا قبائح أوهامه وغلطاته » . وهذه بعض الجُمل الواردة في المنشور السلطاني في ابن تيمية :