المذاهب ، وقد جاء ذلك كلّه بتراجمهم في كتب مخالفيهم أيضاً : * فقد ذكروا بترجمة الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين : أنّه كان « أفضل هاشميّ في زمانه » [1] و « كان كثير الحديث » [2] وقد سمّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيما رواه الفريقان عن جابر بن عبد الله - « سيّد العابدين » [3] ، وأنّه قد روى عنه الزهري في جماعة من أكابر القوم [4] . والزهري هو الذي دوَّن السنّة لمّا أمر بذلك عمر بن عبد العزيز ، بعد قرن من منع عمر بن الخطّاب كتابة الأحاديث النبويّة . * وبترجمة الإمام محمّد بن علي الباقر : إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هو الذي سمّاه بهذا اللّقب ، في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري الذي أشرنا إليه . وروى ابن قتيبة : « إنّ هشاماً قال لزيد بن علي : ما فعل أخوك البقرة ؟ فقال زيد : سمّاه رسول الله باقر العلم وأنت تسمّيه بقر ! فاختلفتما إذن » [5] . وقال الجوهري : « التبقّر : التوسّع في العلم . . . وكان يقال : محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الباقر ، لتبقّره في العلم » [6] . وقال الزبيدي صاحب تاج العروس : « وقد ورد في بعض الآثار عن جابر
[1] تهذيب التهذيب 7 / 304 وفي ط 268 . [2] تهذيب التهذيب 7 / 304 وفي ط 268 . [3] الصواعق المحرقة : 120 ، تذكرة الخواص : 337 ، مناقب آل أبي طالب 4 / 196 ، كشف الغمّة في معرفة الأئمّة 2 / 331 . [4] انظر ترجمته في تهذيب التهذيب وغيره . [5] عيون الأخبار 1 / 212 . [6] صحاح اللغة « ب . ق . ر » .