التصنيف والتأليف ، حتّى في أضيق الأحوال والمرض والأسقام ، يروح ويغدو دائماً في المكتبة ويجلس طول النهار ، فكتب وأكثر وصنّف وأفاض ، فأتمّ قسماً هامّاً من تأليف عبقات الأنوار ، ونشر كتب والده ، ووسّع في المكتبة ، إلى أن صارت تلك الخزانة من أكبر خزائن الكتب للشيعة وأشهرها في العالم » [1] . بين السيّد حامد حسين والمولوي الفيض آبادي ولم يقتصر الردّ والإيراد بين السيّد حامد حسين والمولوي فيض آبادي على الكتابين ( منتهى الكلام ) و ( استقصاء الإفحام ) . فلقد ردّ السيّد على كتاب ( إزالة الغين ) للفيض آبادي ، بكتاب ( إفحام أهل المين ) . كما حاول الفيض آبادي أنْ يكتب ردّاً على كتاب ( عبقات الأنوار ) ، واستعان لذلك ببعض كبار العلماء ، إلاّ أنّه قد فشل ، وهذا ما جاء في كتاب ( نزهة الخواطر ) بترجمة المولوي السهسواني ، إذ قال : « مولانا أمير حسن السهسواني ، الشيخ الفاضل العلاّمة حسن بن لياقت علي بن حافظ علي بن نور الحق ، الحسيني السهسواني . أحد العلماء المشهورين بالفضل والكمال . ولد سنة 1247 ببلدة سهسوان ، قرأ بعض الكتب الدرسيّة . . . فدرّس وأفاد مدّةً من الزمان . . . وكان غايةً في سرعة الحفظ وقوّة الإدراك والفهم وبطوء النسيان ، حتّى قال غير واحد من العلماء : إنّه لم يكن يحفظ شيئاً فينساه .
[1] الفضل الجلي . طبع بمقدّمة كتاب تشييد المطاعن .