وكان له يد بيضاء في معرفة النحو واللغة ، واُصول الفقه ، والكلام ، والجدل ، والرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ، وسائر فنون الحديث واختلاف المذاهب . وكان فيه زهد وقناعة باليسير في الملبس والمأكل ، يقوم بمصالحه ولا يقبل الخدمة في غالب الأوقات لئلاّ يفوته خدمة العلم . وإنّي سمعت بعض الفضلاء يقول : إنّ مولانا حيدر علي الفيض آبادي استقدمه إلى حيدر آباد ورتّب له ثلاثمائة ربيّة شهرياً يعينه في الرد على عبقات الأنوار ، لأنّ أوقاته لا تفرغ لذلك ، لكثرة الخدمات السلطانيّة ، فأبى قبوله وقال : إنّي لا أرضى بأنْ احتمل همّ ثلاثمائة ربيّة ، أين أضعها ؟ وفيم أبذلها ؟ قال : وكان مولانا حيدر علي يصنّف الكتب ويدرّس ، فلمّا رحل إلى حيدر آباد وولي الخدمة الجليلة تأخّر عن ذلك حتّى احتاج إلى أنْ يولي غيره أمر التصنيف ، فإنّي لا اُريد أن اُضيّع العلم بالمال ، إنتهى . وللسيّد أمير حسن تعليقات على طبيعيّات الشفا ، وله رسالة في إثبات الحق ، ورسالة في الرد على الشيعة ، ورسائل اُخرى لم تشتهر باسمه . وكان لا يقلّد أحداً من الأئمّة الأربعة ، بل يتتبّع النصوص ويعمل بالكتاب والسنّة . مات يوم الاثنين لإحدى عشرة خلون من صفر سنة 1291 » [1] . * * *