نام کتاب : أزواج النبي وبناته نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 105
وكانت لحفصة وعائشة منزلة مشهودة في الشدة والقسوة في التعامل مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فنزلت في حقهما آيات قرآنية تشهد على ذلك ، كما ذكرنا في هذا الموضوع إلا أن منزلة عائشة أم المؤمنين كانت أشد بحيث أشار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى منزلها بأنه دار الفتنة ثلاث مرات . ولم تؤثر طول مدة الرفقة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في عائشة والبالغة عقدا من الزمان ، فقد بقيت شديدة قاسية لا ترحم من تبغض ولا تتوانى في الدفاع عمن تحب . ومنطقها منطق أهل الجاهلية كما قال الشاعر : لا يسألون أخاهم حين يندبهم * في النائبات على ما قال برهانا فالجاهلي كان يحب ويبغض طبقا لعصبيته ، ويثأر لها بكل السبل المتاحة ، ولا يتوانى عن حمل السلاح وطي المسافات الطويلة في سبيل غاياته وغايات قبيلته . طبعا كان ذلك من أعمال وصفات الرجال دون النساء إلا ما شذ وندر ، ولقد فعلت أم المؤمنين عائشة ما عجزت عنه النساء في الجاهلية والإسلام . قال تعالى في كتابه الشريف : * ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى . . . ) * [1] فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر وسجدت شكرا لله تعالى [2] . وسمت خادمها باسم عبد الرحمن ، حبا وكرامة لعبد الرحمن بن ملجم الخارجي ، الذي قتل الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . روي عن مسروق أنه قال : دخلت على عائشة فجلست إليها فحدثتني واستدعت غلاما لها أسود يقال له عبد الرحمن ،