نام کتاب : آراء المعاصرين حول آثار الإمامية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 170
ولكن بنية الإسلام القوية رغم كل ما مر بها لم تتوقف عن النماء ولم يزعزع عقيدة الإسلام ما مارسه بنو أمية من طغيان . ولقد أحاط المفسدون بحكام الدولة الإسلامية ليحولوا بينهم وبين كل إصلاح . . . محاولين إيقاع الفتنة في دولة المسلمين . لقد قيل إن بناء الجماعة تصدع على عهد علي ، ومن قبله كان الثائرون محاصرون بيت " عثمان " فهل قرر هذا أو ذاك : مصير الإسلام والقرآن ؟ ! إن هذا الدين الخالد مر بهذه المحنة وبغيرها من المحن وخرج منها أقوى مما كان قبلها ، ذلك أن بنية العقيدة أقوى من أن تحطمها الرضوض والآلام . أكلت الحروب بين علي وخصومه عددا كبيرا من المسلمين ولم يكن متوقعا أن يحدث ذلك على وجه من الوجوه إلا أن اتساع الملك والسلطان كان يقتضي ذلك ، وكان يقتضي غيره من ألوان الصراع . . . وكانت هذه المحن - في رأيي - هي درجة الغليان التي أحاطت بالدين الجديد فحفظت الشعب أن ينهار أمام الحضارات المجاورة ، وأمام الفتوحات الوسيعة المدى بما تحتويه من أفكار جديدة واتجاهات متعددة مختلفة الألوان والأحجام . إن علينا أن ندرس كل أولئك حين ندرس شخصية هذا البطل العظيم في تاريخ الإسلام علي بن أبي طالب ، عليه السلام . وعلينا أن نعلم : أن انفصام عرى الوحدة بين المسلمين ، وتفرقهم
170
نام کتاب : آراء المعاصرين حول آثار الإمامية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 170