نام کتاب : آراء المعاصرين حول آثار الإمامية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 169
ولأمر ما أراد الله أن تدخل دولة المسلمين في محنة كبرى ، ولما تستقر أصول الإسلام في نفوس الناس ، ولا سرت روحه في دمائهم على الوجه الذي كنا نظنه في أول دراسة لنا لقضية صدر الإسلام ، ومن المعلوم الذي يجب أن يكون بديهة في نفوس الباحثين أن نعلم أن الإسلام هو صحوة المستقبل للعالم كله . ولم يكن - كما كنا نتخيل أحيانا - دعوة الزمن الذي ظهر فيه وحده . . . لأن إطاره المكاني هو العالم كله ، والإطار الذي يتحرك من خلاله - من حيث الأزمنة والعصور - هو كل الأزمنة وكل العصور ، منذ ظهر الرسول - صلوات الله عليه - حتى يرث الله الأرض ومن عليها . . ولقد علمنا من الصراع بين علي عليه السلام وبين معاوية أن السلطة قد انتقلت إلى معاوية بن أبي سفيان بن حرب . . . وأمه هند آكلة الأكباد . التي نهشت جسد عم الرسول حمزة عليه السلام ، وفلقت رأسه . . وأكلت كبده . . . شفاء لحقدها على الرسالة وأهلها - حينذاك - واستبد معاوية بالناس ، وأحال الخلافة ملكا عضوضا ، واستحصل من الناس - جبرا وقسرا - على عهد لابنه " يزيد " . . ونحن نعلم من هو " يزيد " وما كان عجبا أن يكون هو " يزيد " لأنه وارث القسوة والفجور ، ومستمد الفساد من شجرة الفساد . . . والعرق دساس . . . ونحن لا نجري الأبحاث - مع الأسف الشديد - عن شجرة الرجال ، وأصول الرجال . لقد عمل اليهود - من خلال كل الجهود - على تدمير علم الأنساب لتختلط العائلات ويمكن من خلال هذا الاختلاط أن يندس في وسط كل قطر من أقطار الإسلام طبقة من اليهود يدعون الإسلام ليفسدوا فيه ، وكانوا يناصرون كل من يدعو للفتنة .
169
نام کتاب : آراء المعاصرين حول آثار الإمامية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 169