responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آراء المعاصرين حول آثار الإمامية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي    جلد : 1  صفحه : 171


في الآراء والمذاهب والأحزاب كل ينصر رأيه بالقول وبالعمل على رأي خصمه ، وكل يصارع في سبيل عقيدته هذه أو تلك بالفكر حينا وبالسلوك أحيانا ، وعلينا أن ندرك أن هذا كله وغيره ليس إلا دلائل صحة ، لا دلائل وهن أو هزيمة ، وأن الصراع دائما يدل على اليقظة لا على الموت ، ما دام لا يفضي إلى انشقاق في صفوف الأمة ، أو مواجهة عدائية بين الطوائف ، وقد اكتمل الدين حينما اكتمل نزول القرآن ، ولقد كان الإسلام على عهد الرسول دعوة وفكرة - أكثر منه دولة وسلطانا ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أقام دولة على أساس من التشريع القرآني ، فقد كانت دولة صغيرة الحدود على أية حال ، ولكنها كانت نوية قوية ، قابلة دائما على النمو والازدهار ، وبقي أن تكتمل الدولة بعد ذلك فتوسع من آفاقها وتنشر من سلطانها على هذه الأسس السليمة ، كانت نواة في مثل صلابة " الجرانيت " يحمل لواءها نفر من المؤمنين الأتقياء لا يبالون أين يكون الموت ، إذا هو - عندهم - دور من أدوار الحياة ، ومرحلة من مراحل الوجود ، فهم لا يخشون شيئا ولا أحدا ولا دولة من الدول ، ولا حكومة ، من الحكومات ، وإنما يذيعون نظريتهم في مجال الفكر وفي مجال التطبيق على السواء ، وقد بدأ صفوة المسلمين - وعلى رأسهم - علي عليه السلام يتتوقون إلى بناء الدولة الوليدة ، على أساس من النظرية والعقيدة ، واختلفت الآراء بين الصفوة وبين عامة المسلمين ، ممن لم تتدخل العقيدة في مسرى دمائهم .
كانت الدولة وليدة في المهد ، وقد تعرض الوليد لكل ما يتعرض له

171

نام کتاب : آراء المعاصرين حول آثار الإمامية نویسنده : السيد مرتضى الرضوي    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست