دين ، وكان لكل امرئ ما في يده ، ولكن الله لم يجعل للآخر من الولاة حق الأول ، وجعل تلك أموراً موطأة وحقوقاً ينسخ بعضها بعضاً . فقال معاوية : أنظر وتنظر وأستطلع رأي أهل الشام . فلما فرغ جرير من خطبته أمر معاوية منادياً فنادى الصلاة جامعة ، فلما اجتمع الناس صعد المنبر وقال بعد كلام طويل : أيها الناس قد علمتم أني خليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأني خليفة عثمان بن عفان عليكم ، وأني لم أقم رجلاً منكم على خزاية قط ، وأني ولي عثمان وقد قتل مظلوماً والله يقول : ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ) وأنا أحب أن تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان ؟ ! فقام أهل الشام بأجمعهم وأجابوا إلى الطلب بدم عثمان وبايعوه على ذلك ، وأوثقوا له على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم أو يدركوا ثاره أو يفني الله أرواحهم ! ) . انتهى . ( ونقل له المحمودي في نهج السعادة : 4 / 89 مصادر أخرى : كتاب صفين ص 29 ط 2 بمصر وص 18 ، ط إيران . وقريب منه في عنوان ( أخبار علي ومعاوية من كتاب العسجدة الثانية في تواريخ الخلفاء من العقد الفريد : 3 / 106 / ط 2 ، والإمامة والسياسة : 1 / 93 وابن أبي الحديد ، عنه في شرح المختار ( 43 ) من خطب نهج البلاغة : 3 / 75 . ورواه ابن عساكر في ترجمة معاوية من تاريخ دمشق : 56 / 974 وص 60 برواية الكلبي ) .