الأمور إلي فيك العافية إلا أن تتعرض للبلاء ، فإن تعرضت له قاتلتك واستعنت بالله عليك . وقد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه الناس وحاكم القوم إليَّ أحملك وإياهم على كتاب الله ، فأما تلك التي تريدها فهي خدعة الصبي عن اللبن . ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ قريش من دم عثمان . واعلم أنك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ولا تعرض فيهم الشورى . وقد أرسلت إليك والى من قبلك جرير بن عبد الله وهو من أهل الإيمان والهجرة فبايع ولا قوة إلا بالله . فلما قرأ الكتاب قام جرير فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إن أمر عثمان أعيا من شهده فما ظنكم بمن غاب عنه ، وإن الناس بايعوا علياً غير واتر ولا موتور ، وكان طلحة والزبير ممن بايعه ثم نكثا بيعته على غير حدث . ألا وإن هذا الدين لا يحتمل الفتن ، ألا وإن العرب لا تحتمل السيف وقد كانت بالبصرة أمس ملحمة إن تشفع البلاء بمثلها فلا نبأ للناس . ولو ملكنا والله أمورنا لم نختر لها غيره ، ومن خالف هذا استعتب . فادخل يا معاوية فيما دخل فيه الناس . فإن قلت : استعملني عثمان ثم لم يعزلني فإن هذا أمر لو جاز لم يقم لله